دائما أتعرض للنقد اللاذع وهو نفس النقد المكرر والمعتاد منذ أن خطوت خطواتي الأولى في الكتابة، فعندما أقدم مادة أدبية كقصة أو قصيدة وعلى الخصوص أن كانت قصيرة فالنقد يلاحقني ولا يتركني بتاتا لأنني أعتمد التبسيط بأدق تفاصيله رافعا شعار ""خير الكلام ما قل ودل"" وهذا ما هو مرفوض ومحارب.
للأسف الشديد ما زالنا حتى هذه اللحظة متشبثين بالأسس والتوجهات الأدبية القديمة بل المتحجرة التي ""عفا عليها الزمن""، لا أعرف ماذا استفاد عدد كبير من الأدباء وهم يقدمون مواد كثيرة ككتب ومقالات ودراسات وندوات وحوارات لا يقرءاها ولا يتابعها إلى عدد قليل جدا من القراء ، و ليس في هذه المواد روح التجديد والحداثة والقرب من الواقع الذي نعيشه ، أن القراء ابتعدوا عن المادة الأدبية لأنهم ما عادوا يرون فيها ما يجذبهم والأدباء وضعوا حجج أخرى لكي يبررون هروب القارئ مما يقدمونه ووضعوا كل ألوم على القارئ وهذا خطأ فادح.
لقد تغلب عدد من الأدباء على هذه الأسس والتوجهات التي ""لا تسمن ولا تغني من جوع"" وضربوها عرض الحائط مثل الشاعر الراحل نزار قباني والشاعر الراحل محمد الماغوط وأسماء كثيرة لامعة يطول ذكرها ومع هذا نجد أن هناك الكثيرين يرفضون الاعتراف بما قدمه هؤلاء من نقلة نوعية للمشهد الأدبي .
حتى هذه اللحظة نجد من لا يعترف بالقصة القصيرة ويعتبرها تفتقد للمكونات السردية رغم أنها تحتوي على البداية والنهاية والرموز والأحداث أما قصيدة النثر فما زال الخلاف قائما هل تعتبر قصيدة أم نص تعبيري عادي أو يتم ربطها بالشعر الحر وهذه الطامة الكبرى .
أن القراء سوف يستمرون بالتقلص رويدا رويدا حتى نصل لمرحلة الانعدام، وكل هذا لأننا لم ننفخ الروح في جسد الأدب المريض والدواء بالنسبة لي يعتمد على ""التبسيط ""في المادة الأدبية ، وتقديم المادة الأدبية كلقيمات صغيرة يستطيع القارئ بلعها بعينه وهضمها بعقله .
مقالات اخرى للكاتب