ما ان تطأ قدمك ارض الكوستر الحرام حتى تبدأ بالتفكير متى سنصل ؟ وكيف سنصل ؟ والسؤال الاهم والاكثر الحاحا هل سنصل فعلا ؟؟ بعد عودتي من يوم عمل مضني امسك حقيبتي بالحاح وكأني متمسك بالامل بالعودة الى البيت سالما غانما ممنيا نفسي بقسط من الراحة . ما ان وطأت قدمي تلك الكوستر المباركة حتى اتخذت من الركن الجنوبي مخدعا لي وبالحقيقة لا اعلم سر انجذابي الى الجنوب في كل شيء . المهم نرجع لسالفتنة ... بعد ان اخذت الكرسي الاخير في السيارة , وبدأت الاقدام تتكاثر على الكوستر المبجل , قرر السائق ان يتحرك متنازلا عن نفرين من الكراسي الفارغة , عسى ان يحضى بهم من الطريق بينما لا تزال اعين الركاب تنظر الى فاتنة في مقدمة السيارة (تسطر سطر) !! لا اريد ان اتحدث عن عظمة السائق ومهاراته التي ابهرت جميع الركاب واذهلتهم لتلهيم عن الحسناء وقرروا الالتفات لمهارات السائق التي لا يملكها مايكل شوماخر !! وابتدا السباق بين الكوسترات على (العبرية) سباق محموم بأيهم يفوز (بالكروة) التي يرونها على قارعة الطريق . وفي منتصف الطريق اقتربت السيارة التي نركبها مع سيارة اخرى , وهم يملأون الجو ( بالهورنات) وازيز محركاتهم الصدئة حتى تجاوز احدهم على مسار الاخر ... فبدأ سيل الشتائم !! يقول الاول للثاني "لك حيوان " ويجاوبه الثاني " وانته اخوي" واعادا الكرة ثانيا وثالثا ورابعا على نفس المنوال من الشتائم , والركاب بالسيارتين يتصفحون وجوه بعضهم وهم مشمئزين من سيل الشتائم والمستوى الاخلاقي لكليهما !!! (رباط سالفتنة) هو انه مشهد الركاب وهم مشمئزين من سيل الشتائم , يذكرني كثيرا بالشعب العراقي وهو يتفرج للسياسيين يتنابزون بينهم بالاتهامات المتبادلة , التي يطلقها البعض منهم للاخر و لكن... لا فرق بينهم وبين سواق الكوستر غير المحترمين فسواق الكوستر اختاروا مستوى من الكلمات , و بعض من السياسيين اختاروا مستوى اخر من الكلمات , وكلاهما من نفس المستوى الاخلاقي !!! في الخاتمة يجب ان نميز بأن ليس كل السواق على شاكلة المذكورين انفا ؛ولا كل السياسيين مثل ما ذكرت , ولكن اصوات النشاز للاسف اعلى صوتا من المحترمين من السواق والسياسيين.
مقالات اخرى للكاتب