Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حدث في بغداد... ١٥/٥/٢٠١٤
الخميس, أيار 15, 2014

كتب رسلي المالكي: ان تقرا على شريط الاخبار خبر وقوع انفجار ارهابي ليس كما تعيش الحاله و تشاهد ما يحدث بعينك المجرده .. بلا كاميرات .. و لا نص على جريده .

اليوم صباحا ، هز انفجار سيارة مفخخه مبنى الدائره التي اعمل بها (مستشفى) و المباني المجاورة لها ، لوهله و في لحظه ، تحول كل شئ الى نظره سوداء مشوشه مصحوبه بغبار و صدمه صوتيه عنيفه .. ليت ان كل شئ انتهى الى هنا .. لكن كان الاسوأ لم يكن قد حدث بعد .

في وظيفتي التي ترتب علي جمع معلومات المصابين و الجرحى و حالاتهم و ارسالها الى المديريه ، كنت في الممرات اتابع سير نقالات الجرحى ، معظمهم من رجال الشرطه ، كان مشهدا لا يبدو و كانه جديد على العراق حيث نرى مشاهد مماثله دائما .

الكارثه حدثت عندما ادخل شاب على نقاله مسرعه الى غرفة الطوارئ ، كان مصابا في صدره و عنقه على مايبدو ، كان اسوا المصابين حالة ، فدمه كان قد غطى صدره و لم يبد واعيا .

ادخل الى غرفة الطوارئ ، و اثناء متابعتي ضمن الكادر ، فهمت انه قد وصل مفارقا الحياة .

كانت الفوضى في كل مكان ، النقالات التي تنقل الجرحى ، الدماء في غرفة الطوارئ ، الكادر كله اصبح كخلية نحل ، لم يكن هناك فرق بين عامل تنظيف يسحب " سدية " جريح ، و طبيب .. و فني او اداري .. الجميع يريد ان يساهم بانقاذ الجميع .

في خضم كل ذلك ، دخلت فتاة في العشرينات من العمر ، شقراء ، تبدو من عائلة متعلمه ، وقد بدا عليها الانهيار و الصدمه ، دخلت و حشرت نفسها بين اجساد الاطباء و سديات الجرحى ، لتصل الى اخيها الممدد على النقاله ... جثة هامده !

كان الالم يعتصرنا جميعا و هي تتوسل اخاها ان يصحو من غفوته ، كان تصرخ بهستريا ، و بوجع .. ولم تشأ ان تصدق انه فعلا .. رحل !

و بينما هي كذلك ، دخل والدها لياخذ نصيبه من الصدمه القاتله ، كان يصرخ و يبكي و لم يدر ماذا يفعل ، لم يكن في ايدينا حيله ، لقد فقدنا ابنه قبل ان يصل المستشفى .

خرجت الفتاة و جلست الى جانب ابيها و هم في حالة وجع ، و الم ، و يكاء وفقد ، كان يتوجب علي جمع معلومات الشهيد منهم ، لكن و هم في هذه الحال ، كيف ؟؟!!

جلست الى جانبها ، كنت اشعر انني استطيع التحدث اليها اكثر من والدها الذي فقد صوابه ، كانت اقوى ، سالتها : هل بامكاني التعرف الى اسمه ؟ صرخت بوجهي و قالت : اسمه ؟؟ وهل رحل كي تاخذ اسمه ؟!

انتابني سيل من المشاعر التي لا توصف ، قلت : حتى و ان كان جريحا فقط ، احتاج الى اسمه او الى اي ورقه ثبوتيه ! قالت لي اسمه ، محمد .. الطالب في كلية الصيدله - المرحله الثانيه ..

قلت : كم عمره ؟ نظرت الى عيني بتركيز و شرود في آن واحد ، حدقت الي ، بدا كل شئ حولي و كانه بلا صوت ، كانت نظرتها تريد ان تبوح بشئ ، كل الفوضى حولنا و الضجيج تحول في مسمعي الى صمت مطبق ، جالت بعينيها يمينا و عاودت النظر الي ، قالت : اليوم عيد ميلاده !

شعرت و كان كل مسامة في جسمي اخترقته ابرة حادة ، كان الموظفون حولي ينظرن الينا ، لم اشا ان ابدو فاقدا للسيطرة على مشاعري ، تظاهرت باني اكتب المعلومات ، ثم نهضت و رحلت .

وصل اخاه الى المستشفى و هو طبيب ، او طالب طب كما فهمت ، و هنا عرفت السبب الذي جعل الفتاة اقوى من ابيها ، لقد كانت بانتظار اخيها الطبيب ليتفحص جثة اخوهم ، عله حي الى الان ، فلم تشا ان تصدق كلام اطباء المستشفى بانه رحل ، وصل الاخ الى جثة اخيه ، و خرج ، و حينما ابلغناه ان علينا نقله الى الطب العدلي ، انهارت الفتاة ، صرخت بوجه اخيها الطبيب : " انتظرتك لتخبرني بانه لا يزال حيا !! محمد مات ؟!!" ..

بدوت و كاني اعيش حلما كئيبا و مزعجا ، لقد تم تدمير عائلة باسرها بقتل ابنهم في عز شبابه ، مشيت الى مكتبي وصوت الفتاة و صراخها يعلو في باحة المستشفى ، كان خداها ملطخين بدم اخيها الذي انحنت عليه مضرجا بدمه ، دخلت الى مكتبي ، و انا اتخيل اكثر من مليون قصة مشابهه حدثت في العراق بعد 2003 .

لا عزاء لنا ، و كلنا ننتظر الطابور ، الحمد لله انني اعلق قرص الهويه برقبتي منقوش عليه اسمي و فصيلة دمي ، فلا احد يعلم متى سيكون التالي .

رسلي المالكي
بتاريخ الفاجعه 
15-5-2014

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35501
Total : 100