سأمارس اليوم دوراً ليس من ادواري، ولا من شيمي وقناعاتي، وهو أن أعلن الحرب! هل يحق لي، وليس لي أية سلطة لا مدنية ولا عسكرية أن أعلن الحرب، فلست وزيراً للدفاع ولا قائداً عاماً للقوات المسلحة ولا وزيراً للداخلية أو للأمن الوطني أن أعلن الحرب، وأصدر البيان رقم واحد من مكاني هنا، وأنا جالس على منضدة الكتابة. لا يذهب الظن بكم بعيداً فلقد ولى زمن الانقلابات البيض والحمر ولكنها حرب من نوع آخر. أجل فأنا أريد معكم أن نعلن الحرب جميعاً على ما يلي:
– الحرب على كل اشكال التزوير في الانتخابات وفي اصدار الهويات الخاصة والمستمسكات الرسمية.
– الحرب على الغش التجاري والصناعي الذي صار شائعاً في اوساطنا الاقتصادية.
– الحرب على بائعي الضمير في الاسواق المعتمة والذين يحللون ما حرمه الله وما لم تقره الشرائع والاخلاقيات.
– الحرب على كل من لا يحترم القانون في أي مكان ويسير بسيارته عكس الاتجاه معرضاً أول الامر حياته الى الخطر فضلاً عن حياة السابلة ممن يموتون خبطاً عشوائياً ونتيجة لحماقة سائق متهور.
– الحرب على سارقي اموال الشعب من ذوي الجيوب المنتفخخة التي اغتنت بالباطل على حساب الحق.
– الحرب على السمنة واضرارها وتهدلات البطون والاوزان غير المعقولة قياساً للاعمار، مما يشكل خطراً على الصحة العامة.
– الحرب على التسول الذي صار ظاهرة واسعة الانتشار في شوارعنا والطرق على ابواب المنازل، فالدولة وهذا واجبها كفيلة بأن لا تدع أحداً بحاجة الى الاستجداء، فضلاً عن ذوبان كرامة المستجدي وهو يتوسل اليلك تعطيه مبلغاً يسيراً وترى فيه شاباً اكثر شباباً منك وباستطاعته العمل.
– الحرب على الامية التي استشرت في المجتمع حتى صرنا نرى اطفالاً يبيعون العلكة وقناني الماء في مفترقات الطرق والجسور بدلاً من ان يكونوا على رحلات الدرس في المدارس.
– الحرب على مطلقي الشائعات ممن يبغون من ورائها اثارة البلبلة في صفوف المواطنين.
– الحرب على كل من يخترق الامن ويؤسس عصابات للخطف والابتزاز.
– الحرب على كل من يروج للطائفية بأي شكل كانت ومن اي مصدر آتت فهي مصدر للبلاء المجتمعي وصولاً الى مجتمع متآخ متألق ومتألق كما عهدته تواريخنا التي نفخر بها.
ولا بد لكم أن تضيفوا آخر الامر اعلانات اخرى عن حروب نستطيع ان نديرها بسلام!
مقالات اخرى للكاتب