أمس أمضيت نحو ساعة مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين عبر الشبكة العنكبوتية بحثاً عن شيء ما هفت له نفسي وكنت أرغب في إيجاده، وهو موقف رغبت في أن يسجله الاتحاد لنفسه لتحقّ له المفاخرة بانه اتحاد الجواهري وسواه من أساطين ثقافتنا الوطنية الشجعان في زمانهم.
في الموقع الإلكتروني للاتحاد لم أجد ما بحثت عنه، وكذا الحال في مواقع الصحف والمواقع الإخبارية المحلية، فتيقنت من أن الاتحاد لم يكن في وارد في ما رغبت أن يكون له موقف فيه، وهو التضامن مع المثقفين المصريين في وجه حكومة الإخوان المسلمين في مصر الساعية لتسييس الثقافة وأخونة وزارة الثقافة في أكبر واهم بلد عربي.
قبل ثلاثة أسابيع عيّن الرئيس المصري وزيرا للثقافة لا شأن له ولا علاقة بالثقافة، وكان من أول ما أقدم عليه بعد ثماني وأربعين ساعة من توليه المنصب إعفاء قيادات الوزارة، وهم من المثقفين المعروفين في مصر وعلى النطاق العربي، ففضح بذلك في الحال المهمة التي عُهد إليه إنجازها، فاحتج العديد من موظفي الوزارة على إجراءات الوزير الإخوانية وطالبوه بالتراجع عن قراراته، لكنه أبى فقام الموظفون باعتصام داخل الوزارة، وبادر مثقفو البلاد الكبار إلى التضامن معهم فنظّموا اعتصاماً أمام مبنى الوزارة منذ ذلك الوقت.
كان هناك بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم وإبراهيم عبد المجيد ويوسف القعيد وفتحية العسال وسكينة فؤاد ومحمد العدل وخالد يوسف وعلاء الأسواني وعمار علي حسن وجمال فهمي وأشرف عبد الغفور وخالد النبوي وليلى علوي وآثار الحكيم وأحمد مجاهد واحمد شيحة ومحمد هاشم وعشرات آخرون من أمثالهم من كبار الكتاب والشعراء والاكاديميين والإعلاميين والفنانين والناشرين.
ألم يسمع اتحاد أدبائنا وكتابنا بأمر هذا الاعتصام؟ أليس بين المعتصمين والمؤازرين أصدقاء لقياديين وأعضاء في الاتحاد؟ ما مبرر أن يصمت الاتحاد فلا ينطق بحرف واحد تأييداً للموقف الشجاع لقامات مصر الثقافية؟ أليس أمر الثقافة والمثقفين في مصر يعني أدباء العراق وسائر مثقفيه؟
أشعر بحزن شديد على حال "اتحاد الجواهري" وهو لا يبالي بمعركة مجيدة يخوضها المثقفون المصريون من أجل وقف المجنزرة الإخوانية التي تريد أن تسحق ثورة 25 يناير 2011 وتدمّر منجزات الثقافة الوطنية المصرية وأن تعود بمصر الى العصور الوسطى وما قبلها.
الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين مطلوب منه ألاّ يسكت، ولا يجب عليه أن يسكت، بل من واجبه أن يبادر الى حملة بين الاتحادات والأوساط الثقافية في البلدان العربية تضامناً مع مثقفي مصر ودعماً لموقفهم الشجاع.
لا ينبغي أن نترك مثقفي مصر وحيدين في معركة سنتأثر سلبياً بنتائجها إن خسروا فيها وإيجابياً إن ربحوها.
مقالات اخرى للكاتب