العراق تايمز ـ كتب علي صاحب شربه: أعترف رئيس وزراء حكومة محمد رضا السيستاني، نوري المالكي، صراحة ومن دون تورية أن حزب الدعوة الذي يتزعمه هو النسخة الشيعية من تنظيم الإخوان المسلمين الذي أسسته بريطانيا، وأن علاقات حزب الدعوة بالإخوان قديمة ووثيقة وهي مستمرة حتى اليوم.
وقال المالكي في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام العربية، إن له علاقة قديمة مع الإخوان المسلمين في مصر، موضحا أنه كان عضوا في حزب الدعوة الذي كان يرتبط بعلاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أنه يقرأ كتب سيد قطب والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة. وأضاف المالكي في تصريحاته، أن كثير من قيادات حزب الدعوة، وكثير من قياداته السابقين، سواء الذين كانوا إبان المرجع الديني محمد باقر الصدر أو حتى من قبل، كانت لهم علاقات بجماعة الإخوان في مصر.
كلام المالكي وإن كان غير جديد، إلا أنه يكشف بما لا يقبل الشك العمق الرئيسي المشترك بين تنظيم الإخوان المسلمين وحزب الدعوة، وهو بريطانيا التي قامت بتأسيس التنظيمين ليعملا على تنفيذ المصالح والمخططات البريطانية في المنطقة. فقيادات حزب الدعوة الأولى بأستثناء السيد محمد باقر الصدر، كانوا جميعا من الناشطين في الجماعة وحزب التحرير الإسلامي، أمثال محمد عبد الهادي السبيتي، الذي صار فيما بعد، قيادياً في حزب الدعوة، وكان ناشطا بارزا في حزب التحرير وجماعة الإخوان المسلمين معاً. والطبيب جابر العطار وكان في البداية قومياً مستقلاً، ثم إخوانيا ناشطا. والشيخ عارف البصري، وأخوه عبد علي البصري، والشيخ سهيل السعد، وعبد المجيد الصيمري، وعبد الغني شكر، وهادي شعتور. فضلا عن ذلك فإن ثقافة حزب الدعوة، كانت بالكتب ذاتها التي يتثقف فيها الإخوان المسلمين، وهي من تأليف قادة الإخوان المسلمين، منها كتب سيد قطب: "في معالم الطَّريق"، و"في ظلال القرآن"، ومؤلفات أبي الأعلى المودودي.
ويؤكد المؤرخون أن بذرة تنظيم الإخوان المسلمين غرست بالعراق في نهاية العقد الرابع من القرن الماضي على يد محمد محمود الصواف في مسقط رأسه بمدينة الموصل، كانت هناك حاجة ملحة في إيجاد تنظيم إسلامي شيعي، يتبع بريطانيا ويكون يدها في تنفيذ مخططاتها في بلاد الرافدين كما حصل مع الإخوان المسلمين وفروعها المتعددة التي كانت الأداة الرئيسية لبريطانيا.
ويرى المؤرخون أن بريطانيا أوعزت لقيادات التنظيم الإخواني بأختيار مجموعة من الشباب العراقي الشيعي الذين كانوا ينتمون للتنظيم الإخواني وحزب التحرير الإسلامي، ليكونوا النواة الرئيسية لتنظيم شيعي يخرج من رحم التنظيم الإخواني ويتبع بصورة رئيسية لبريطانيا، وكانت هذه الخطوة البداية لتأسيس حزب الدعوة الإسلامية.
ويشير المؤرخون أن من بين تلك الأسماء التي تم أختيارها كان محمد عبد الهادي السُبيتي، الذي صار فيما بعد، قياديا في حزب الدعوة، وكان ناشطا بارزا في حزب التحرير وجماعة الإخوان المسلمين. والطبيب جابر العطار وكان ناشطا في تنظيم الإخوان المسلمين ومتأثرا بفكرهم الحركي، والشيخ عارف البصري، وأخوه عبد علي البصري، والشيخ سهيل السعد، وعبد المجيد الصيمري، وعبد الغني شكر، وهادي شعتور، وهو من سوق الشيوخ.
ويقول طالب الرفاعي وهو من المؤسسين الأوائل لحزب الدعوة في كتاب (أمالي السيد طالب الرفاعي): "لما كان السبيتي ينشط ضمن الإخوان المسلمين يأتيني بنشراتهم، وكنت أقرأها كلها، وأنا بالكاظمية، فصارت عندي خميرة إسلامية سياسية، وبحكم ترددي على الأستاذ أحمد أمين تكونت لي علاقة معهم. كنت شاباً معمما من النجف، وفي ذلك الوقت كنت في العشرين من عمري، وهناك تعرفت بجابر عطا على الرغم من أننا نحن الاثنان من النجف، وكنت أراه، لكنه كان حينها يميل إلى حزب الاستقلال القومي". ويتابع الرفاعي قوله: "خطط السبيتي وجابر عطا على كسبي إلى نشاطهم الحزبي التحريري، أي في حزب التحرير، فأنا معمم ونجفي. فحدثاني عن حزب جديد يعرف بـحزب التحرير، وأن الموفد إلى العراق، من قبل الحزب، عبد القديم زلوم يريد رؤيتي. فسألاني: هل لديك مانع في أن تلتقي به؟ فقلت: على العكس أرحب بلقائه، وأحب الإطلاع على نشاط هذا الحزب وأفكاره". ويضيف "إن أول تعرفنا إلى الإسلام السياسي كان عن طريق الإخوان، وهم أرضيتنا في العمل السياسي".
وكانت ثقافة حزب الدعوة منذ تأسيسه وحتى اليوم، بالكتب ذاتها التي يتثقف فيها الإخوان المسلمين، وهي مِن تأليف قادة الإخوان المسلمين، منها كتب سيد قطب، كـ "في معالم الطَّريق"، و"في ظلال القرآن"، ومؤلفات أبي الأعلى المودودي.
ويقوم التنظيمان البريطانيان (الإخوان والدعوة) حاليا بحماية المصالح البريطانية والصهيونية في المنطقة، وتعزيز قوة كيان العدو الصهوني والعمل على إثارة الفتن الدينية والطائفية في المنطقة باسرها وتحشيد مؤيدي الجماعة والسلفية الوهابية وأذنابهم ضد الإسلام المحمدي الأصيل، وتشويه صورته الناصعة والمشعة.