Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كأس العالم 2014 ثورة وثروة!!
الثلاثاء, تموز 15, 2014
د. كاظم العبادي

نجوم كاس العالم ولكن من غير النجوم

الدروس والعبر هي المحصلة النهائيه لكل منتخب

مع انتهاء بطولة كأس العالم 2014 وطي الصفحة الاخيره من الاحتفالية التي يستعيدها البشر ويحتفون بها كل اربعة اعوام ومع اشراقة فجر يوم جديد وحيث الأجواء الكروية المنعشة، والعيون المثقلة بالنعاس التي دابت على استمراء السهر اللذيذ ... تستمر الاحاديث الناعمة احيانا والصاخبة احيانا اخرى وبشغف كامل تنقد احيانا وتنتقد وتلعن احيانا اخرى جملة من الاحداث التي شهدتها ملاعب الكرة على مدى شهر كامل، والمعجبة دائما بهذا النجم او ذاك دون ان تغفل او تتخلى عن الاشارة والاشادة ولو بمرارة احيانا بعدد من المباريات التي حازت على اعجاب المتحدثين رغم نتائجها المخيبة. اتخلى عن معظم واجباتي وربما مسؤولياتي اليوميه لاتفرغ للكتابه عن هذه المناسبه العجيبه حيث اعتدت عند انتهاء كل بطولة ان اتفرغ بشكل شبه كامل لاتابع وادرس واحلل جملة من التفاصيل والنقاط التي اراها مهمة ليتسنى لي التمعن فيها واستخلاص ما يمكن استخلاصه منها والخروج بعدد من الدروس التي اراها ضرورية ومهمة لكل دولة وكل منتخب. ان معظم الاتحادات الوطنية لكرة القدم ملزمة بالوقوف قليلا لتحليل نتائج كاس العالم من اجل وضع الأهداف المناسبة في مسيرة عملها المستقبلية للحصول على أفضل النتائج التي ستنعكس ايجابيا على اداء منتخباتها.

  

كانت كاس العالم الاخيرة ثورة في مجال التطور الكروي، سيكون لها الإنعكاسات الايجابية على بنية كرة القدم في العديد من المجالات، وفي المقابل ايضا كانت ثروة هامة وضروريه تمثلت في الامور الفنية المتعلقة بكرة القدم وغنية في الكثير من الجوانب الخاصة باللعبة.

  

ما هي اهم وابرز الدروس المستخلصة من كاس العالم 2014 في البرازيل؟ هناك الكثير من الطروحات المهمة الاساسية التي يجب النظر اليها ولكني ساكتفي بعشرة منها:

  

الاولى:

عدم التركيز على قلب الهجوم التقليدي في تسجيل الاهداف، لاعبين بمركز قلب الهجوم مثل الارجنتيني جوانزولو هيجوين، الالماني ميروسلوف كلوزة، والهولندي روبين فان برسي، وغيرهم ورغم ارتفاع معدل تسجيل الاهداف في البطولة الى 2.7% هدف للمباراة الواحدة (171 هدف في 64 مباراة) حيث ان دورهم الاساسي هو تسجيل الاهداف الا انهم لم يكونوا الوسيلة الاساسية والوحيده للتسجيل حيث اعتمدت معظم الفرق اذا لم تكن كلها على اللاعبين المحيطين الذين كانوا يعرفون سابقا بصانعي الاهداف حيث مهمتهم الاساسيه هي صنع الاهداف ليتوسع دورهم في هذه البطولة الى تسجيل الاهداف في وقت واحد، وبرز منهم بشكل خاص الكولومبي جيمس رودريكوس الذي سجل (6 اهداف)، الالماني توماس فولر (4 اهداف)، الارجنتيني ميسي (4 اهداف)، البرازيلي نيمار (4 اهداف)، الهولندي ارين روبين (3 اهداف).

  

نسبة وعدد الاهداف المسجلة في كأس  العالم   1930-2014

 

  

الدرس الثاني:

اعتماد بعض المنتخبات المشاركة على اسلوب اللعب المعروف بطريقة 3-5-2 وهو الاسلوب الذي توقعت له ان يختفي لاسباب تتعلق بقدمه اولا ولان الكثير من المنتخبات قد استحدث طرقا اخرى اصبحت اكثر ملائمة واكثر فعاليه ... ففي كاس العالم بالبرازيل اعتمدت معظم الفرق المشاركة اللعب بطريقة 4-4-2 لكن هناك اربعة منتخبات نفذت اسلوب 3-5-2 وهي هولندا (في بعض مبارياتها) والمكسيك وشيلي وكوستريكا (في جميع مبارياتها). وللتوضيح فان هذا الاسلوب يركز على الدفاع خاصة المنطقة المقابلة للمرمى ويضع فيه ثلاثة مهاجمين، ويعطي اهمية كبيرة للاعبي الاطراف (بما يسمى الظهير - الجناح) حيث يكون دورهما مركبا كظهير في الحالات الدفاعية وجناح في الحالات الهجومية ويعتمد ذلك على توظيف مدرب الفريق او نصائحه خلال المباراة او الحالات التي تتطلبها المباراة، هذا الاسلوب قد يكون دفاعيا بحتا او هجوميا. لكن اعتقد ان معظم المنتخبات تلجا اليه بغية الحذر وعدم الانفتاح والانكشاف امام الخصم.

  

استغرابي من عودة اسلوب 3-5-2 الى الحياة الكروية يعود الى انه لا يستخدم من قبل الفرق الكبيرة خاصة الاندية التي تتنافس على بطولات الدوري او الاندية الاوروبية الكبيرة التي تتنافس في دوري ابطال اوروبا الابطال. حيث انه يحد من القدرات الهجومية بشكل مستمر، اما عن اسباب استخدامه في بطولة كاس العالم، فذلك راجع بسبب الضرورة وللضرورة احكام كما يقال لان اسلوب مباريات كاس العالم يختلف كليا عن اساليب البطولات التي اشرت اليها قبل قليل كما ان الفرص في كاس العالم تكون محدودة واي خطا بسيط قد يبعد المنتخب المشارك من البقاء والمنافسة على اللقب.

  

حارس المرمى:

لفت انتباهي في كأس العالم الاخيرة اهتمام معظم المنتخبات المشاركة بمركز حارس المرمى. فقد برز اكثر من حارس في هذه البطولة مثل الاميركي تيم هاورد، الالماني نوير، الجزائري مبولحي، المكسيكي اوشوا، الكوستريكي نافاس، الارجنتيني روميرو، البرازيلي خوليو سيزار، وغيرهم.

  

ربما لم يكن احد يتوقع ان يكون حارس مرمى اسبانيا الذي يلعب لنادي ريال مدريد بطل اندية اوروبا للابطال بنسختها الاخيرة والذي كان احد ابرز الاسماء العالمية، ان يكون ضمن قائمة اسوأ حراس المرمى في البطولة بسبب هبوط مستواه. يبدو لي ان هناك امر ما يحتاج للبحث والدراسة مرتبط بعملية تاهيل وتدريب حراس المرمى فهنالك عامل مجهول في الوقت الحاضر يربط هذا العامل والتطور الحاصل لحراس المرمى عالميا. ولا اعتقد انه مقتصر على مكان واحد او جهة معينة حيث شمل دول مختلفة توزعت في قارات اوروبا واميركا الشمالية واميركا اللاتينية وافريقيا. على النقيض من ذلك فشلت المراكز التدريبية العالمية في صناعة اللاعب الهداف فشاهدت البرازيل تلعب بدون اللاعب الهداف التقليدي واسبانيا تلعب بلاعب بهداف مجنس هو كوستا ثم المانيا بلاعب كبير في العمر هو كلوزة.

  

ابهرني التطور الكبير للكرة الالمانية كما ابهر الاخرين. لاحظت إن هناك تطورا ملموسا لهذا الفريق في الاداء العام لكل افراده وكثرة النجوم. ان اهم التفسيرات التي يمكن ربطها بالتطور الالماني هو الاكاديميات التدريبية - المدارس الكروية الالمانية. لقد قمت بزيارة العديد من هذه المدارس التدريبية في اوروبا والبرازيل. الان النموذج الالماني اعتقد حاليا هو الارقى. فقد زرت اكاديمية نادي هيرثا برلين الالماني مع المدرب سيدكا واطلعت على الكثير من التفاصيل الدقيقة الخاصة بتاهيل واعداد اللاعبين من الصغر ضمن اطار وفلسفة وبرامج متقدمة للغاية خاصة في الجوانب المهارية لتاهيل اللاعبين اضافة الى الجوانب الاخرى. لقد فرضت المانيا حضورها العالمي بسبب التقدم العلمي لاكاديمياتها الكروية واللاعب الالماني حاليا هو المطلوب اوروبيا ولا استغرب ان يضم نادي ارسنال الانجليزي بين صفوفه خمسة لاعبين المان في وقت واحد وهم اوزيل، بير ميرتساكر، بودولسكي، جانبري، زيلام. وهو النادي الذي كان يعتمد في الماضي بالبحث عن لاعبين من مدارس اخرى هي الفرنسية والاسبانية واميركا اللاتينية وافريقيا.

  

دكة الاحتياط:

من الملاحظات التي سجلتها وانا اتابع الدور الاول والثاني (دور الـ 16) هي ان نسبة تسجيل الاهداف في آخر 15 دقيقة من عمر المباريات خلال هاتين المرحلتين كانت مرتفعة حوالي 25% وهي اعلى من النسبة المتوقعة العادية 17%، اي بزيادة نسبية تقدر بحوالي 47%، هناك تفسيرات كثيرة لهذه الظاهرة. وبما انها لم ترتبط بفريق معين، فانني لو حيدت عوامل تحضير الفرق سايكلوجيا وفي مجال اللياقة البدنية على اعتبار انها متساوية بين الفرق فانني اجد ان اهم عامل يمكن ربطه لتسجيل هذه الاهداف في وقت متاخر من المباريات يعود الى دكة الاحتياط القوية والتغيييرات التي قام بها المدربون، حيث يؤكد هذا الجانب على اهمية تحضير اللاعبين الاحتياط لاهميتهم في تغيير مجرى المباريات وسد النقص الحاصل في صفوف الفريق لظروف معينة.

  

تغيير جذري:

وعلى النقيض من ذلك تغير الوضع في مرحلتي ربع ونصف النهائي ومباراة تحديد المركزين الثالث والرابع والمباراة النهائية، حيث حسمت الفرق اغلب مبارياتها في الربع ساعة الاولة من المباراة حيث كانت نسبة الحسم (62.5%)، وهي نسبة عالية جدا عند مقارنتها بنسبة التسجيل الطبيعة خلال هذه الفترة الزمنية للمباريات 17%. اعتقد ان المنتخبات في هذه المراحل المتاخرة تساوت باغلب العوامل التي من المحتمل ان يكون لها دور في تغيير النتيجة وهي التحضير السايكلوجي واللياقة البدنية وقوة دكة الاحتياط.

  

التحكيم:

كنت محقا في مخاوفي قبل البطولة من ضعف او اخطاء التحكيم وتوقعت مسبقا وقوع الاخطاء في مجال التحكيم في البطولة هذه الاخطاء التي ساهمت في ظلم الكثير من الفرق حيث بدأت في منح المنتخب البرازيلي ركلة جزاء غير صحيحة في مباراته امام كرواتيا، واستمرت الاخطاء في الدور الثاني واعتراف اللاعب الهولندي اريان روبين بالتمثيل من اجل الحصول على ركلة جزاء في الدقيقة الاخيرة من مباراة فريقه امام المكسيك والتي قضت على احلام الاخير. ثم عدم منح منتخب كوستريكا ركلة جزاء سليمة في الوقت الاضافي خلال مباراتها امام هولندا. عموما كانت اخطاء التحكيم كثيرة. لا اشك في نزاهة الحكام بل اعزو السبب الى تطور كرة القدم من حيث الاساليب وطرائق اللعب والمهارات عموما وعدم تمكن الحكام من السيطرة على الاحداث ويعود السبب احيانا اما لعدم الرؤية او قلة معدل جري الحكم خلال المباراة حيث هناك العديد من المباريات التي لا تمكن الحكم من ملاحقة كل حدث.

  

التكنلوجيا:

كانت خطوة ادخال نظام (Goal Line Technology GLT) وهو نظام تكنلوجي يحدد اجتياز الكرة خط المرمى من خلال ربط المرمى بكاميرات دقيقة ونظام يحدد صحة او عدم صحة الهدف خاصة في بعض الحالات الصعبة التي لا يمكن التاكد منها وتبليغ الحكم من خلال جهاز يضعه على رسغه كما ساعة المعصم يضع امامه النتيجة الصحيحة من اجل اتخاذ القرار السليم دون الاعتماد على التخمين وقد ساهم هذا النظام في بعض الحالات في كاس العالم بتحديد وضع الكرة بدقة تكاد تكون متناهية فيما اذا دخلت المرمى ام لم تدخل ، اعتقد ان كرة القدم بحاجة ماسة الى التكنلوجيا خاصة في مجالات التحكيم لان الحكم كما بينت عليه اتخاذ قرارات سريعة وخلال ثوان معدودة للحسم في امور ربما الكثير منها في موضع شك، وقد يصيب في الكثير منها لكنه يظل معرضا للوقوع في الخطا، لذلك دخول التكنلوجيا قد يساعده في اتخاذ القرار الصحيح والمنصف والتقليل بنسبة عالية من الاخطاء.

  

اختلف الكثيرون حول ادخال فيفا نظام تحديد الكرة ووقوف المدافعين في المكان المخصص الذي يحدده الحكم خلال قيامه برش سائل ابيض يوضح فيه التزام الطرفين وقد اشار البعض ان هذا الاسلوب يهين دور الحكم بعض الشيء لكنني اعتقد ان الابقاء على هذا الامر مهم جدا لان نسبة تسجيل الاهداف من الركلات الحرة ستزداد مستقبلا بسبب التزام المدافعين بالوقوف في امكانهم وعدم التقدم للامام مما يعطي اللاعب المسدد فرصة افضل للتسجيل. ويمنع وبشكل حاسم تلاعب اللاعب بتقديم الكرة الى الامام او تغيير موضعها عموما لصالحه وصالح فريقه . وان مثل هذه التغييرات وسواها ستساهم وبشكل كبير ومؤثر في تطوير وتقدم كرة القدم .

 

  

المقارنة ببطولة اندية الابطال المحترفين:

مثلت مباريات كاس العالم قمة في الاداء على مستوى المنتخبات الوطنية وثروة كبيرة في دروس كرة القدم، وكانت مباريات دور الـ 16 ممتعة للغاية حيث لم تحسم بسهولة وابدعت جميع الفرق المتاهلة لهذه المرحلة ولم تستسلم واظهرت مستويات رفيعة، وشكلت مبارياتها الافضل مقارنة مع اي بطولة سابقة لكاس العالم. لكن مع هذا الابداع لو تمت مقارنة كاس العالم فنيا مع بطولة اندية اوروبا للاندية الابطال، فان المستوى الفني لبطولة كاس اندية اوروبا للابطال وبرايي الشخصي هو الاعلى لاسباب كثيرة من اهمها

اسلوب المباريات - الذهاب والاياب. وقاعدة الهدف على ملعب الخصم باحتسابه هدفين في حالة التعادل بالنتيجة وفارق الاهداف تفرض على الفرق الاداء الهجومي. السماح للاندية بضم عدد اكبر من اللاعبين ومن جنسيات مختلفة يعطي الحق لاي ناد ببناء فريق متكامل، اضافا لذلك فان بطولة اندية الابطال تتوزع على موسم طويل دون حصرها في فترة زمنية محددة مما يعطي الفرصة لمدرب الفريق تنظيم واعداد فريقه بشكل افضل مقارنة بالمنتخبات الوطنية. ان اقامة كاس العالم بعد نهاية الموسم الكروي لا تدع مجالا لراحة اللاعبين حيث العديد منهم يمضون الى كاس العالم وهو في غاية التعب والانهاك جراء مشاركتهم في بطولات الدوري وشاهدنا كيف بدا مهاجم هولندا روبين فان بيرسي في مباراة فريقه امام الارجنتين متعبا في الوقت الاضافي ليتم تبديله رغم احتياج فريقه له.

  

البرازيل:

لم يكن اداء المنتخب البرازيلي مقنعا ولم يكن مستواه  بمستوى البرازيل الذي تعودنا عليه في البطولات السابقة، ايام كنا نستمتع حقا بابداعات النجوم الكبار امثال سقراط وزيكو والدير وجونيور وفالكاو في منتخب البرازيل 1982 و رونالدو ورونالدينهو وريفالدو في منتخب البرازيل 2002 ، كانت البرازيل منجما غنيا ومصنعا لانتاج الكبار من النجوم فلم تكن تخلو اي مشاركة لها من نجوم عالميين، اما الفريق الاخير فقد خلى من النجوم باستثناء نيمار والحارس سيزار. اضافة لذلك فقد تخلت البرازيل عن نظرية اللعب الممتع على الرغم من السمعة والشهرة التي عرفت بها. البرازيل لولا التحكيم والارض والجمهور ومجاملة الحكام لخرجت من الادوار الاولى. من الامور الملفتة للنظر ان البرازيل لعبت بنفس الفريق الذي مثلها في كاس العالم للقارات 2013 ولم تجدد او تضيف نجوما جددا لفريقها.

  

كوستاريكا- الفريق المغمور:

واخيرا وليس اخرا من كان يتوقع لكوستريكا هذا الفريق المغمور ان يتصدر مجموعته التي ضمت الى جانب ثلاث فرق سبق لها الفوز بكاس العالم هي ايطاليا، انجلترا، اورغواي. ثم وصوله لدور الثمانية وهزيمته امام هولندا بفارق الركلات الترجيحية فقط. منتخب كوستريكا لم يتم بناؤه في ليلة وضحاها وانما تم اعداده منذ فترة زمنية كافية وهذا ما تحتاجه الاتحادات المحلية في اعداد منتخباتها لكاس العالم بدلا من ترك الامور للحظات الاخيرة ودخول تصفيات كاس العالم دون تحضير جدي او خطة مناسبة. كوستريكا فرضت مبدأين ساهما في تقدم وتطور منتخبا اولهما التحضير لهكذا مناسبة وقبل فترة جيدة تختبر فيها كل الطرق والافكار والنظريات وحيث يتم اختيار الافضل في نهاية المطاف، وثانيا ان على الفرق ان لا تخشى الاسماء مهما كانت كبيرة وشهيرة وان لا تخشى من الهجوم امام المنتخبات المعروفة وهو الامر نفسه طبقه المنتخب الجزائري الشقيق الذي تاهل لدور الثمانية لاول مرة في تاريخه على حساب منتخبي روسيا واليابان ثم لعب مباراة كبيرة امام المانيا كان قريبا جدا من الفوز لو استغل لاعبوه الفرص الكثيرة التي سنحت لهم. وعند النظر لهذين المنتخبين نجد ان الفريقين يضمان بعض اللاعبين المحترفين في اوروبا وهو عامل مهم في بطولة كاس العالم وضرورة مطلوبة من الاتحادات الوطنية بالمساهمة في احتراف لاعبيها مع الاندية الاوروبية.

  

كوستريكا والجزائر لم تكن المثال الوحيد على الطموح والرغبة للفرق بقدراتها على مواجهة الفرق الكبيرة دون وجود ذلك التاريخ الكبير فقد شاهدنا منتخبات كولومبيا والمكسيك وشيلي تتالق في كاس العالم.

  

لا اعتقد ان احدا بامكانه التوقف عن الحديث عن كاس العالم بشكل خاص وكرة القدم بشكل عام، ففي كل مرة هناك ثمة جديد، والجديد دائما ما يغري بالكتابه خاصة لامثالنا الراغبين بل الطامعين دائما وابدا الى الجديد والحديث والمتطور وربما شيء من المفاجات الحلوه والسعيده في كرة قدم كاس العالم، ورغم انني لا امل ابدا من متابعة مباريات واحداث البطولة كاي متابع اخر الا انني بالمقابل لا اكتفي بذلك وانما اسعى دائما الى الوقوف على جديد المنتخبات والمدربين على مستوى النظريات والتطبيقات العلمية الحديثة لاني على يقين تام بان ما من كرة قدم في اي مكان في العالم بامكانها الوقوف في وجه اي منتخب اخر والصمود حتى الثوان الاخيره ما لم تبادر الى تبني طرائق العلم الحديث التي يسعى المختصون دائما الى اختبارها وتجربتها من حين لاخر لاعتماد وتطبيق الافضل منها، وهناك كما راينا وعند انتهاء موسم كرة القدم في كاس العالم كمية كبيرة من التطبيقات والتجارب الحديثه الى جانب الانجازات التي لن يغفل عنها المدرب الذكي والمسؤول اللبيب ممن يضعون مصحلة منتخباتهم ودولهم وشعوبهم وجمهورهم في مقدمة اولياتهم وان كانت على شهرتهم ومصلحتهم الشخصيه، فليس الغرض من متابعة كاس العالم دائما هو الاستمتاع وحسب وقد يكون ذلك من حق الجمهور الذي لا يفكر في التفاصيل الفنيه الدقيقه التي اوصلت منتخب بلاده الى الفوز مثلا وانما يهمه الاستمتاع وتذوق طعم الفوز ايا كانت الطريقه التي تم بها الفوز ولكن المسؤول النبيه الوطني والمخلص لبلده سوف ينظر الى ابعد من ذلك فكاس العالم شانها شان الكثير من البطولات العالميه المهمه مفعمة ومليئه بالدروس والعبر الكفيلة بمساعدة اي منتخب على تحقيق الانجاز الذي يسعى اليه ان توفرت طبعا عناصر العزم والتصميم والاراده، لقد قرا العالم وبشكل جلي كيف تفكر المنتخبات المشاركه في بطولة كاس العالم وكيف كان خططها واساليبها وما هي الاستراتيجيات التي اعتمدتها وما هو التكتيك الذي فرضته في هذه المباراة او تلك، لقد انكشف معظم الاوراق ولم يعد ثمة شيء مخفي، عرفنا لماذا فاز هذا المنتخب وعرفنا لماذا خسر ذاك المنتخب، الكل عرف عن الاخر ما يكفي ليكون مقتنعا الى حد ما بهذه النتيجه او تلك، ولكن احدا لن يعرف ماذا ستخطط الدول والمنتخبات لكاس العالم القادمه، لن نعرف ابدا من سيترشح وعلى حساب من، ولك وعلى اية حال ان الجميع سيكون لهم راي في وضع الخطه المناسبه التي يراها مناسبه لمنتخبه للتاهل لكاس العالم، والاهم من ذلك كله هو استغلال الدروس المستقاة من هذه البطوله وتطبيقها على ارض الواقع، ليس فقط هذه الدروس التي تطرقنا اليها قبل قليل والتي لا تعدو ان تكون مجرد ملاحظات سريعه احببت مشاركة الاخرين بها، لاني على قناعة ان هناك الكثير من الدروس التي بالامكان استنباطها من تجربة كاس العالم 2014 والتي هي من اختصاص وشان المسؤولين والمهتمين بشكل مباشر ببناء المنتخب الوطني المعد للمشاركة في هذه البطوله.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45453
Total : 101