واهم من يعتقد بأن الولايات المتحدة الأمريكية , وحليفتها بريطانيا التي مهدت وعبدة الطريق وسهلت لها المهمة ... أي مهمة الغزو والاحتلال من خلال إستحصال موافقة ما يسمى بالمرجعية الدينية في النجف الأشرف لغزو واحتلال العراق , وبمباركة وتأييد ودعم إيراني هم أفصحوا عنه ... وعلى أعلى المستويات , سوف تترك الأمور تجري على عواهنها وأعنتها في العراق , وتسمح لكائن من كان أن يطيح بأكبر عملية مخابراتية عرفها التاريخ , أو أن تسقط أو تنهار بهذه السهولة , فليس من باب الصدفة أو إعتباطاً شيدت الولايات المتحدة الأمريكية لها في قلب العاصمة العراقية بغداد وفي قلب الشرق الأوسط أكبر وأضخم سفارة في العالم , تضاهي أو ربما تفوق من حيث المساحة والحصانة والتحصينات الأمنية مبنى البيت الأبيض نفسه . وليس من باب الصدفة أيضاً قامت المخابرات الأمريكية ( السي آي إيه ) منذ عام 1889 وحتى نهاية عام 2002 , بتجنيد أكبر عدد من الخونة والعملاء والجواسيس من اللاجئين والهاربين من الجيش العراقي بعد عام 1991 , ومن المطلوبين للدولة العراقية بتهمة الخيانة العظمى , بمن فيهم من كان يعمل في الدولة العراقية منذ قيام وتأسيس دولة العراق الحديثة عام 1921 , من وزراء سابقين وضباط جيش متقاعدين وموظفين كبار وبعثيين منشقين وسفراء وغيرهم .. لتجنيدهم عبر سياسة الترغيب والترهيب , والاستفادة من الخبرات والمعلومات التي لديهم , أو من خلال سرد الأكاذيب وتزوير وقلب الحقائق التي كانت تنسجها عقولهم ومخيلاتهم المريضة حباً بالحصول على المال والوصول لسدة الحكم على حساب الوطن والمواطن الذين تم بيعهم جميعاً في أكبر سوق نخاسة وعمالة للأجنبي عرفه التاريخ البشري , ولن نستثني منهم أحداً إلا من رحم ربي ...!, وهم بالمناسبة يعدون على عدد أصابع اليد الواحدة .
ما يجري في العراق من حراك شعبي جماهيري واسع وغضب عارم , وحركة شبابية ثورية سلمية مباركة ... بغض النظر عن هلوسات وتخرصات البعض , وتقاعس واحباط وتشكيك المحبطين والمشككين والمتقاعسين من البعض الآخر ... لكن هذا الأمر وهذا الحراك الهادر والسيل الجارف .. فاجئ وصعق الجميع وعلى رأسهم المرجعية الدينية في النجف , وملالي قم وطهران في إيران , ودهاقنة وقادة الثالوث الشرير .
الكل كانوا يظنون وهم بالتأكيد واهمون .. بأن هذه الفورة وهذه الغضبة الجماهيرية ستمر كسابقاتها مرور الكرام , وأنها سحابة صيف ستمطر مطراً خفيفاً وستعدي على خير وسلام ووئام على خفافيش الظلام ولصوص المنطقة الخضراء وممثليهم وأدواتهم في مجالس محافظات العراق عامة , وبمجرد فتوى من هنا وخطبة من هناك وحزمة آنية وأخرى ستليها ؟, وتصويت بالإجماع في برطمان سليم والـ 228 ناهب , سيعود شباب العراق إلى قواعدهم فرحين وسعداء مسرورين سالمين غانمين ومتخّمين بالوعود والعهود الترقيعية الكاذبة !؟؟؟.
الواقع يقول غير ذلك تماماً وأن الشعب العراقي لا .. ولن .. ولم يسكت بعد الآن , ولن يهدأ له بال أو يستقر له حال إلا بمحاسبة ومحاكمة هذه الشلة والعصابة الإجرامية المارقة ولو بعد حين , وجلب كل الهاربين من وجه العدالة العراقية , وإعادة كافة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة العراقية , وقيام دولة العدل والمساواة , وإلغاء الدستور الذي سنه المحتلين وصادق عليه عملائهم , وحل البرلمان الذي أصبح يصوت بالإجماع ويصفق لنفسه من شدة الفرح والنشوة ... بأنه سيستمر بالضحك على الذقون حتى عام 2020 !, وإلغاء كافة القوانين والتشريعات التي أصدرها منذ بداية هذه الحقبة السوداء وحتى قيام دولة العدل والقانون قريباً بإذن الله , بقيادة نخبة وطنية عراقية جديدة لم تشارك في حكم وإدارة جمهورية العراق منذ قيام الدولة العراقية الحديثة وحتى يومنا أو ساعتنا هذه بحول الله وقوة وإرادة أبناء وأحرار الشعب العراقي العظيم .
أخيراً نود أن نعّلم أبناء شعبنا العراقي المنتفض من أقصاه إلى أقصاه وخاصة قادة المظاهرات , بأن الاتصالات المحمومة تجري وتدور عبر خط ساخن وهي قائمة على قدم وساق منذ بداية الثورة البيضاء على الفساد والظلم ... بين المرحعية الدينية في النجف ...وبين المخابرات الأمريكية ( السي آي إيه ) والمخابرات البريطانية ( الآي أم 6 ) , وتحديداً بين من يفتي ويُشرع ويصرح باسم السيد السستاني زوراً وكذباً , لأن الرجل مغيب تماماً , ونتحدى العالم وأمريكا والحكومة العراقية وجميع وكلاء المرجعية .. بأن يظهروا لنا المرجع السستاني على الملأ .. ليقول كلمتين أو جملة واحدة حتى لو كانت باللغة الفارسية ؟؟؟, وعلى قناة فضائية عربية أو أجنبية رصينة ومحايدة ....!؟ , ناهيك عن أن عملائهم من العراقيين وغير العراقيين متواجدين الآن في جميع أنحاء العراق بعضهم يحاول قيادة وركوب موجة المظاهرات لحرفها عن مسارها الحقيقي ومطالبها المشروعة ويزج بين الحين والآخر باسم المرجعية زوراً وكذباً ويطلق شعارات طائفية وآذان طائفي مقصود ...!, وخاصة من يُشيدون بدور المرجعية ويرفعون صور السستاني بأنه هو من أفتى لهذه المظاهرت ؟؟؟, وهذا أبداً غير صحيح , والبعض الآخر منهمك ومستنفر بجمع المعلومات الدقيقة وبأدق التفاصيل عن قادة المظاهرات من العراقيين الشرفاء الذين تطوعوا لإنقاذ بلدهم وشعبهم , بالإضافة إلى أن هؤلاء العملاء الذين يعملون لهذه الجهات والأجندات الآنفة الذكر وظيفتهم ومهمتهم الأولى هو قياس درجة بارومتر هذه المظاهرات وامكانية استمرار وتصاعد زخمها وارتفاع سقف مطاليبها من عدمه ؟.
وهذا التقييم الذي يأتي من خلال التجسس والتغلغل وسط المظاهرات سوف يحدد مدى جدية ووقوف الأطراف الرئيسية التي ساعدت على احتلال العراق وأوصلت العراق إلى ما هو عليه الآن , وحافظت على بقاء واستمرار وديمومة هؤلاء اللصوص في سدة الحكم , وما يسمى بهذه العملية السياسية الكسيحة , والتي يعلمون علم اليقين كيف وأين تم تهريب هذه المليارات الخرافية وبالأرقام , وعن سبب تردي الخدمات والاخفاقات في شتى المجالات وعلى رأسها تردي وانعدام الخدمات .. هل سيقغون معهم إلى النهاية أم سيركلوهم جانباً ويسمحوا للشعب العراقي الاقتصاص منهم ومحاكمتهم على جميع الجرائم التي ارتكبوها , وأن هؤلاء بما فيهم حيدر العبادي لن ولم يكونوا أفضل من شاه إيران ونظامه الذي خدم الغرب أكثر من أربعة عقود وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية , وليس أفضل من نظام حسني مبارك الذي خدم أمريكا والكيان الصهيوني أكثر من ثلاثة عقود ... ألخ من الأنظمة والحكومات التي كانت مطية لأمريكا والغرب , وكيف تخلت عنهم خلال ساعات عندما جد الجد وخرجت الشعوب والجماهير الثائرة تطالب بحقوقها المشروعة , عند ذلك فقط ستنصاع أمريكا وإيران وروسيا وجميع دول العالم لمطالب وحقوق الشعب العراقي الذي تمت مصادرة حقوقه وهدرت كرامته ونهبت وهربت ثروته على مدى ثلاثة عشر عاماً . وأن غداً لناظره قريب .. وقريب جداً .
مقالات اخرى للكاتب