بعد سيطرة النظام البعثي المتجبر على امور البلاد والعباد لسنوات طوال وانهيار الانتفاضة الشعبانية بشكل دراماتيكي فضيع خلف عشرات الاف الشهداء والارامل والايتام والمفقودين الذين قضوا في جرائم المقابر الجماعية المرعبة خرج طاغية البعث كنمر جريح محطم الاسنان لاقدرة له الا على قتل كل من حوله حتى وصلت النوبة الى عائلته ومقربيه هذا الامر الذي اصاب الشعب العراقي باحباط ويأس كبير وزلزلوا زلزالا شديدا حتى قال اكثرهم متى وعد الله ان كنتم صادقين وكان اشد الناس نقمة ومعارضة بين امرين احلاهما مر اما الانطواء والانكفاء على ذاته في تقية مكثفة حتى من عياله في احايين كثيرة واما الفرار في هجرة مجهولة المصير اوقعت الكثير منهم بين ايدي النصابين والمحتالين وعملاء المخابرات العالميه المتعاونه مع نظام الطاغيه وفي ظل ظروف كهذه كان المرور من قرب مسجد من مساجد الشيعه يعد خدشا في الوطنية والاخلاص اما الصلاة في مسجد اعدم احد رواده قبل عشرات السنين بتهمة الدعوة او المعارضة فهذه جريمة ليس بعدها جريمة في كل هذه الظروف التي لايمكن لعقل لم يستوطن العراق انذاك ان يتخيل شدتها ووطأتها ظروف وصل من شدتها ان يقتل الوالد ولده خوفا من بطش النظام وتشي المرأة بزوجها اذا قسى عليها يوما كعقابا قاتلا له وكان يكفيك لتقتل خصما لك اذا ماكنت بلا ضمير ولاخلق والعياذ بالله ان تعرج على اي مركز امني او بعثي ومااكثرها لتقول لهم بلا شاهد ولاشهيد ان (فلان سب الريس) وكان هذا كافيا لاعدامه ومصادرة كل مايملك. ثم كان من معجزات الله الكبرى وحججه البالغه ان تبزغ شمس وسط كل هذا الخضوع والخنوع والخوف شمس كللها الشيب بوقار كهالة من السناء والبهاء يخطو هاديا بكل قداسة الاولياء وشجاعتهم وفصاحتهم وبساطتهم طويل الفكرة قريب الاجابة حاضر الابتسامة سريع البديهة صادق القول شجاع القلب كريم اليد قريب من الفقراء بعيد عن الطغاة سهل الخلق حلو الشمائل صبيح المحيا عليه سيماء الانبياء وشمائل الكرماء. يأخذ بمجامع القلوب عشقا وتصيخ اليه الاسماع صمتا وترنو اليه الابصار مهابة من راه مرة هام به حبا فكيف بمن جالسه وحدثه واخذ بيده ياهبة الله لنا معشر البائسين اليائسين القانطين المخطئين يامن اخذت بنا الى الله تعالى حتى علمنا ان الله قائم قادر قاهر وانه لايأس من روحه الا للكافرين اما الحزن عليك فسرمد واما الليل بعدك فمسهد حتى يختار لنا الله الدار التي انت فيها مقيم وسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ولعن الله امة قتلتك بالايدي والالسن ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
مقالات اخرى للكاتب