العراق تايمز: اقدمت قوات سوات التابعة لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي على اقتحام معتقلات سجناء حزب التيار الصدري معتقل كروبر في بغداد وبدأت بضرب وتعذيب وصعق السجناء والمعتقلين باجهزة الصعق المحمولة دون أي مبرر، فيما اعتبر اعضاء من كتلة الاحرار النيابية العمل الاجرامي لقوات سوات "المتهمة بعمليات ارهاب واجرام"، اعتبروا هذا العمل رسالة واضحة من المالكي لمقتدى الصدر، واصفين اياه بالتحدي والاستفزازي".
ونظم على اثر الاعتداء العشرات من أسر المعتقلين في محافظة كربلاء، اليوم الثلاثاء، اعتصاما للمطالبة بإطلاق سراحهم، فيما أتهمت كتلة الأحرار قوات (سوات) بالاعتداء على المعتقلين في سجن كروبر ببغداد، وأشارت إلى أن البرلمانيين ينفذون أوامر مكتب رئيس الوزراء، وفي حين طالبت رئيس الوزراء نوري المالكي بالإفراج عن معتقلي التيار الصدري "ممن لم تثبت إدانتهم"، وصفت لجنة حقوق الأنسان النيابية "بالمشلولة".
وقالت النائبة عن كتلة الأحرار، إيمان الموسوي في بيان تلته خلال الوقفة الاعتصامية التي نظمها أسر المعتقلين أمام مكتب كتلة الأحرار في كربلاء، "باسم العوائل المنكوبة والمظلومة من النساء والأطفال، نطالب رئيس الوزراء نوري المالكي بـإعادة النظر بحساباته والاطلاع على ملف المعتقلين والأشراف عليه بشكل مباشر ليُميز بين من هو بريء ومن هو مجرم ويفرج عن المعتقلين الأبرياء ممن لم تثبت إدانتهم".
وأضافت الموسوي أن "قوات سوات التابعة للحكومة دخلت قبل يومين إلى معتقل كروبر في بغداد وبدأت بضرب وتعذيب السجناء والمعتقلين دون أي مبرر"، واصفة أجهزة الدولة "بالمشلولة التي لم تعد قادرة على تقديم أي شيء بما فيها لجنة حقوق الإنسان البرلمانية ومفوضية حقوق الإنسان".
واتهمت الموسوي "الكثير من البرلمانيين والوزارات بتنفيذ أوامر الحكومة، الذي أصبحوا جزء من مكتب رئيس الوزراء وبالتالي أصبح دور السلطة التشريعية والرقابية ضعيف ولا احد يستجيب له"، مؤكدة أن "هناك معتقلين ومعتقلات قرر القضاء الإفراج عنهم منذ أكثر من ثلاث سنوات ولم يتم أخلاء سبيلهم لغاية الأن".
وأشارت الموسوي أن "هناك مصادر أكدت أن الوضع الصحي لبعض السجناء الأن هو في خطر، بسبب الضرب والتعذيب ولم يتلقوا أي علاج لغاية اليوم ، فضلا عن عدم السماح بدخول الطعام والشراب إلى المعتقل منذ خمسة أيام"، لافتة إلى أن "هؤلاء المعتقلين ليس لهم ذنب سوى أنهم رفضوا وجود المحتل وقاوموه في وقت كان الجميع يسعى للسلطة والجاه والمال وسلموا مقاليد أمورهم وأمور شعبهم وبلادهم بيد المحتل حينما تربعوا على عرش السلطة".
وكان العشرات من اتباع حزب التيار الصدري في محافظة المثنى، تظاهروا في الـ12 من تشرين الأول2013، للمطالبة "بإطلاق سراح معتقليهم من السجون"، ودعوا الحكومة العراقية الى "تعويض المعتقلين واخراجهم فورا"، مؤكدين أنهم "لم يخالفوا القانون بل قاوموا الاحتلال الامريكي".
ودعا زعيم حزب التيار الصدري مقتدى الصدر، اول أمس السبت،( 13 تشرين الاول 2013)، اتباعه المعتقلين في "سجون الظالمين"، إلى "الصبر والاقتداء بالأمام موسى ابن جعفر الكاظم (ع)، وفيما وصفهم بـ"الاحرار"، أكد أنه "لن ينساهم وسيبقى من الساعين لإطلاق سراحهم من دون مساومات لكي لا نحيد عن مبادئنا الثابتات".
وكان المئات من أتباع التيار الصدري وعوائلهم تظاهروا، يوم الاثنين (30 أيلول 2013)، في مدينة الديوانية، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من ذويهم، وفي حين طالبوا منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية التحقيق بـ"الانتهاكات" التي حصلت بحق المعتقلين، أكدوا استمرار حراكهم حتى تستجيب الحكومة لهم.
وسبق لزعيم حزب التيار الصدري، مقتدى الصدر، في (الـ26 من أيلول 2013)، إلى الخروج بتظاهرات وتنظيم اعتصام رمزي في عموم المحافظات العراقية، ضمن حملة المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين "الأبرياء والمقاومين الشرفاء"، فيما اتهم بعض الجهات السياسية بـ"المساومة" من اجل تنفيذ تلك المطالب.
كما دعا زعيم حزب التيار الصدري، في شباط من العام 2012 المنصرم، الحكومة العراقية إلى الإفراج عن "المعتقلين المقاومين الشرفاء فوراً"، ومعاقبة كل من "أساء للمقاومة"، معتبراً في الوقت نفسه، أن المرحلة المقبلة هي "مرحلة بناء وسلام للعراق وشعبه".
فيما رد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في (الـ26 من أيلول 2013)، نافيا وجود معتقلين "مقاومين" في السجون، مؤكداً أن "المعتقلين في السجون هم إما متهمين بالإرهاب، أو بالانتماء للميليشيات الخارجة عن القانون"، وذلك في معرض إجابته على سؤال بشأن وجود معتقلين محسوبين على المقاومة، أنه "لا يوجد أي معتقل بهذا العنوان".
يذكر أن التيار الصدري يؤكد وجود أكثر من 900 معتقل من أتباعه في السجون الحكومية، مبيناً أن غالبيتهم من "رجال المقاومة الذين لا تتضمن ملفاتهم أدلة ثبوتية سوى إفادات المخبر السري".