بعد أن أبتعدت الأمة كثيراً في إنحرافها عن طريق الإسلام المحمدي واصبح هذا الإنحراف في ذروته في زمن الفاسق يزيد ، عندها ثار ابو الأحرار على الواقع الفاسد لكي يعيد هذه الأمة بل العالم بأسره (جميع أتباع الديانات السماوية) الى طريق الله القويم ، وأستعمل وسيلة أثارت التسائلات لدى الأمة من أجل هزها لكي يوقظها من سباتها التي هي فيه ، فلم يخرج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة مباشرةً الى العراق بل توجه الى مكة المكرمة على الرغم من أن المدينة أقرب الى العراق بمسافة أكثر من 450 كيلوا متر لأنها تقع شمال شرق مكة المكرمة ؟؟؟؟، ولكنه ذهب الى مكة حيث يتجمع المسلمون هناك ، وحتى خروجه لم يكن عادياً بل كان في يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة ، اي في هذا اليوم يتهيء المسلمون لكي يتوجهوا الى عرفات ولكن الإمام ترك عرفة وتوجه الى العراق ؟؟؟؟ ، أصطحب الإمام الحسين عليه السلام جميع افراد عائلته من نساء وأطفال على الرغم من أنه متوجه الى الموت وهذا ما أخبره به جده رسول الله (ص) وأبيه الإمام علي (ع) وكذلك أخيه الإمام الحسن (ع) وهو ما أخبر به أيضاً ولكن يأتي الجواب منه عليه السلام ( شاء الله أن يراني قتيلا وأن يراهن سبايا ) أي المخطط إلهي في كل خطوة ، والإمام الحسين عليه السلام لم يأتي برسالة جديدة أو مبادئ جديدة بل ثار لكي يعيد الأمة الى دين جده وولاية أبيه أمير المؤمنين عليه السلام ، لهذا جعل كل خطوة يخطيها عليه السلام يجعل منها مثاراً للأسئلة حتى يهز الأمة ويجعلها تراجع أمرها وحركتها ومن ثم العودة الى دين الله القويم ، فكانت مآساة كربلاء الأليمة وطرق القتل البشعة التي تعرض لها آل البيت عليهم السلام وفي مقدمتهم سيد شباب أهل الجنة عليه السلام ومن ثم أسر نساء الرسالة بهذه الطريق التي يندى لها ضمير البشرية ، ومن ثم تأكيد الأئمة التسعة من ذرية الحسين عليهم السلام بل حتى رسول الله (ص) والإمام علي والإمام الحسن عليهم السلام على التأكيد ثم التأكيد على إحياء مأساة كربلاء وما جرى على الحسين عليه السلام في كل لحظة ، من بكاء أو لطم أو شعر أو لبس السواد والتأكيد على زيارته في أصعب الظروف حتى وأن تطلب بذل المال والنفس فالروايات كثيرة والقصص أكثر في هذا المجال، لأن الثورة الحسينية الأمل الأخير قبل ظهور صاحب الأمر (عج) لأعادة الشعوب الى عبادة الله سبحانه وتعالى ، لهذا فجميع الديانات السماوية شابحة بعيونها الى كربلاء تترجى منها أن تعيد الخلق الى الله سبحانه وتعالى ، حتى أكد علمائنا ومراجعنا على مقولة كل ما لدينا من عاشوراء ، وأعظم شيء يحي عاشوراء ويذكر المسلمين بها هي الشعائر الحسينية بكل أنواعها فجميعها تثير التسائلات عند الناس التي توصلنا الى الحقيقة الكبرى وهي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ومن ثم دين الله القويم الذي لا عوجاج فيه ، فالتأكيد من قبل جميع أئمتنا عليهم السلام وعلمائنا على هذه الشعائر لأنها المفتاح الفتاك للقلوب والمفجر الأكبر للتسائلات وعلامات الإستفهام ، لهذا يتطلب من الجميع الدعم الكامل لهذه الشعائر حتى وأن تخالفت وجهات النظر حولها فيجب دعمها لأن المصلحة الكبرى تتطلب ذلك ، لأن هذه الشعائر قد عملت المعجزات في هداية الجميع الموالف والمخالف وليس فيها تأثيرات سلبية على المجتمع بل جميعها خير وبركة ، ومن عنده رأي يخالف ذلك نلاحظه قد تأثر بالأجواء السياسية وفكرة التقرب من الأخر ومراعاة مشاعرهم بأي وسيلة كانت ولكنه لم يعبأ بأهمية هذه الشعائر التي فعلت المستحيل ما لم تفعله جميع الأدوات والطرق في إثارت التسائلات والتي من خلالها يصل المتسائل الى دين الله القويم ، علماً أستمرار هذه الشعائر من ضمن المخطط الإلهي الذي خطه المولى للثورة الحسينية ، فقد واجهت هذه الشعائر جميع الطغات والظلمة والمؤامرات والمخططات الخبيثة وخرجت منتصرة وقوية أكثر وأكثر لأن الله سبحانه وتعالى يقول ( وإنا له لحافظون) ، وهكذا بقية هذه الشعائر النواة التي تجذب القلوب وقبلها الأبصار الى دين الله القويم وهو ولاية محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
مقالات اخرى للكاتب