بعض الكتاب يطالبون رئيس الوزراء بدعوة روسيا لتوجيه ضربات جوية الى داعش في العراق, هذا الذي تنتظره روسيا لتقديم المساعدة غير المشروطة كما قدمتها لسوريا, يتجاهلون ان سوريا دولة لها قرار مستقل اما حكومة العبادي فلا تستطيع ذلك من دون استشارة امريكا, انها ملتزمة بعقد الصفقة حتى يتم استهلاك رئيسها ثم تجديد العقد مع مقاول آخر.
سوريا ورغم الأضرار التي لحقتها, لا زالت دولة تمتلك حداً مقبولاً من التماسك, رئيسها ومهما اختلفنا حوله, يمتلك سلطة مركزية وجيش ملتزم, تلك المواصفات تفتقر اليها حكومتنا, فكل ما يتمتع به العبادي من مؤهلات, استعداده غير المحتشم لخذلان الأصدقاء, حزبه مثلاً اورئيس كتلته, انها عقدة الأفتقار الى التخويل الشعبي, خمسة الاف صوت لا تسد تكاليف موظف (فضائي), لا خيار له إلا ان يعرض بضاعته الشخصية .
سقف احلامه ان يصبح رئيس دولة وقائداً عاماً وتحت تصرفه سلطة يستطيع بها اهانة من يريد, استعراضات يحاول فيها القفز على حجمه الأنتخابي, متصدراً جوقة الوكلاء التي "على اشكالها وقعت", يكملها رقعة رئيس جمهورية في ثوب العراق, يؤثثها رجل المادة (4) ارهاب كرئيس سلطة تشريعية.
حتى نمتلك الأرادة لطلب المساعدة لتحرير ارضنا وعرضنا وثرواتنا وآثارنا من دول غير امريكا والمتأمركين معها, يجب اولاً ان تكون لدينا دولة يهابها جوارها والعالم ولها سيادة على ارضها واجوائها وحدود جغرافيتها وتحظى بأحترام مكوناتها وكذلك حكومة احزابها غير مستأجرة او ملوثة بالتبعية والعمالة, تخجل من فضائح فسادها وتواطئها مع الأرهاب, مثل تلك الفضائل غير متوفرة في هجين الصفقة.
من يبيع نفسه يبيعها بكامل عفشها, الضمير الكرامة الأنتماء والولاء الوطني, من يفقد تلك القيم لا يجد صعوبة في دخول مزادات بيع اجزاء الوطن, عمليتنا السياسية التي تشكلت رموزها من داخل مزاد المقاول الأسبق (بول بريمر) ودفعت بالعراق الى هاوية الأقلمة والتقسيم, لا تستحق صفراً من الثقة, ومثلما نفكر بالتحرر من التبعية للمشروع الأمريكي, علينا ان نتحرر من ضعفنا, قبله ان نتخلص من ارث العملية السياسية واعادة بناء الدولة المدنية وحماية الوطن واسترجاع ثرواته من لصوص الشراكة والمقبولية والمصالحات المزيفة.
هناك بقايا من بقايا الوطنيين, سياسيين ومثقفين ومنظات مجتمع مدني وحركة جماهيرية نامية, تلك التي يتشكل منها نسيج الرأي العام العراقي, عليها ان تعيد النظر بمواقع اقدام مواقفها من كارثة نظام التحاصص والتوافقات ومشروع الأقلمة والتقسيم الذي يشكل حاضنة لتومائي الفساد والأرهاب, ان يفكروا بصدق وحمية بنقطة البداية لتحرير العراق من ثقل التبعية والخيانات التي اصبحت نهجاً لأحزاب العملية السياسية.
العراق لا زال حياً, من الحماقة ان تنحني قامات مواقفنا الوطنية تحت ثقل الأحباط وخيبات الأمل وياخذ اليأس منا مأخذه او نفزع عندما نرى المنفذ الى فضاء التحرر والديمقراطية يبدأ من نقطة قد تصغر في عيون مواقف البعض, نقطة ستعوضنا عن نهج الأنهزامية والتراجع ثم الأستسلام, نقطة نبدأها على ارضنا وبيئتنا ومجتمعنا وهوية انتمائنا, انها يقظة الذات الأصلب والأكثر ثباتاً على واقعنا الوطني, وهم دخلاء سترفضهم الأرض والمجتمع والبيئة الوطنية.
من الخطأ الفادح, ان نترك المتظاهرين لوحدهم في عزلة الواقع اللئيم, يتحكم في حراكهم حثالات الأنتهازيين والوصوليين والنفعيين من زمر الفساد الثقافي, ان تتراجع التظاهرات او تنكمش, فتلك خسارتنا وفقداننا لرصيدنا الشعبي, المتظاهرون قدوتنا وعلينا ان نغادر مرتفعات الترقب السلبي والميول النفعية, ان نتحرر من عقدة الشك بأنفسنا, ان تنطق اقلامنا ووسائل اعلامنا بحقائق التضامن, على صحفنا ومواقعنا الألكترونية الا تمد يد الأستجداء وتثلم رسالتها, انها ستخسر وتشل مواقف كتابها وتفقد ثقة قراءها, نأمل منها ان تتجنب الأنحناءات والأنكسارات والأنتقائية التي لا تشرف احداً.
كم نتمنى ان يثبت لنا من يعتقدون ان (اللملوم الكسيح) الذي يتمسرح على خشبة واقعنا الأليم منذ ثلاثة عشر عاماً هو عملية سياسية وشراكة حقيقية تحظى بالمقبولية, لو اثبتوا لنا ذلك, لصدقنا ان الفساد مشروع وطني وانضمام دواعش الخلافة الأسلامية طرفاً في التحاصص والتوافقات, فتلك مصالحة وطنية تاخذ بيد العراق الى بر الأمان, ولأجل عيون اساتذتنا الباحثون والمحللون والمستنتجون, سنقتنع ان العراق اصبح مخصياً وبغداد تمارس اعمالاً من خلف ظهورنا واننا ولد (........والخايبه) ورموز عمليتنا السياسية وحدهم ولد الصالحه ... "الجايبه نقش" .
مقالات اخرى للكاتب