يوم واحد ويحل علينا شهر محرم الحرام ، الشهرالذي استشهد فيه سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام حفيد النبي محمد ( ص) في معركة الطف بكربلاء ، يوم اجتمع الكفر والظلم والباطل ضد الحق في معركة غير متكافئة عدديا واستشهد فيها الامام واهل بيته واصحابه الاطهار لكن الدم انتصر في هذه المعركة على السيف وهزم يومها الباطل عندما ثبت الامام واصحابه على كلمة (لا) وهي اقوى واكبر لا التي نطقها ضد الظلم والجور والباطل والكافر لتبقى ذكرى استشهاده مثالا كبيرا للانسانية والحق يستذكره المسلمون في العالم وخاصة في العراق مكان واقعة الطف وضريح الامام ( ع ) بكربلاء الذي صار مزارا لكافة مسلمي العالم . نعم ستبقى ذكرى واقعة الطف حاضرة الى قيام الساعة ، ويقينا ان استذكارنا بايام عاشوراء من كل عام هو استذكار للانسانية والحق ضد الباطل والمظلوم ضد الظالم ، وسنبقى نقتدي ونسير على نهج الامام الحسين الذي تعلم من جده رسول الله النهج الذي يدعو للانسانية والاسلام والتعاليم السماوية السمحاء .
ونحيي شعائر مميزة طيلة الايام العشره الآوائل من محرم التي تعزز ايماننا من خلال التفكر بالحدث المآسوي العظيم. ومن الشعائر التي يحييها المسلمون في جميع أنحاء العالم وخاصة في كربلاء، هي زيارة ضريح الحسين وإضاءة الشموع وقراءة قصة الإمام والاستماع إلى قصائد عن المأساة والمواعظ عن كيفية استشهاد الحسين وأهل بيته. ويهدف هذا لربطها مع معاناة الحسين والشهادة، والتضحيات التي قدمها للحفاظ على الإسلام وصار الامام رمزا للنضال ضد الظلم والطغيان والاضطهاد. في العراق عادة ماتبدا الاستعدادات لقدوم ايام عاشوراء فتعد المواكب الحسينية وتنشر الاعلام والرايات السوداء الى جانب الرايات التي تحمل صور الامام ومايرمز لواقعة الطف والشعارات المختلفة وتنشر على اسطح المنازل والساحات والجسور والشوارع تعبيرا عن الحزن العميق بهذه الايام ، وظهرت وخاصة بعد سقوط النظام السابق كم كبير من تلك الاعلام والصور والشعارات التي خطت وكتبت ورسمت بمطابع ايرانية على قماش صيني المنشا ، نعم انها حالة من حالات التعبير عن الحزن والالم ولكن مايقوي هذه الحالة هو ان نقتدي حرفيا بتعاليم واخلاق ورسالة الامام الحسين عليه السلام وان نفتح قلوبنا مع بعضنا ونبتعد عن الاحقاد والعداء وان نمد يد العون ومساعدة الفقراء خاصة ان العراق يمر بظروف حرجة ، وان نصبر ونصابر ونبتعد عن البذخ والاسراف وان نقلل من الاسراف على لافتات واعلام بملايين الدنانير بالامكان ان تطعم فقراء ومساكين ، وان نكتفي بحاجتنا لهذه المظاهر بل الحفاظ على تلك الاعلام واللافتات ورفعها بعد انتهاء المناسبة للاستفادة منها الى العام المقبل والمناسبات الاخرى وان لانجعلها عرضة للتمزيق والتلف طوال العام بالتالي تشوه الصور المرسومة عليها والشعارات التي خطت ، نعم دعواتنا تجدد كل عام ان نقتدي بتعاليم ورسالة الامام الحسين التي تدعو للانسانية الحق ونمد جسور التعاون والمحبة والسلام لنتمكن من دحر اعداء الاسلام والانسانية لا ان نبذخ ونسرف ونبالغ في شعائرنا ونستورد فوق حاجتنا من ايران والصين الصور والاعلام والرايات صنعت من قماش صيني وكتبت وصممت بايران ويكون اللطم والبكاء عراقيا ، نعم حزننا في القلب لاينتهي وستبقى ايامك اباعبد الله حاضرة ونقتدي بها ماحيينا .
مقالات اخرى للكاتب