ان العظمة في رأيى ليست الشهرة ،المشهورون كثرة وهم خليط من
ساسة وابطال ملاكمة، وللصوص .وهي ليست السلطة، لان السلطة سلاح يستخدم احيانا للدفاع عن الحقوق، واحيانا يستخدم لاغتصاب الحقوق. وهي ليست الذكاء ،لان النصاب في العادة هو اذكى من فريستة، وهي ليست الثراء، لان الثراء قد يكون غير شريف والوصول غير شريف قد يوصف باي شي الا بانه عظيم ..
فما هي العظمة اذن..؟
العظمة هي الشعور بالمسؤولية والنهوض بها والمسؤولية درجات
هنالك من يعتقد انه مسؤول عن نفسة فقط فلا يقصر بالنهوض بهذا المسؤولية ويقدم لنفسة الراحة والامان واللذة والبعد عن الاخرين
وهذاالمسؤول عن نفسة، لا يهتم بالاخرين سوى على قدر حاجتة بهم. وهنالك من يعتقد انه مسؤول عن البيت الذي تسكنه اسرتة فقط ، والحياة بالخارج كانها تدور في عالم اخر .ويكافح من اجل حياتة وهو ايضا نوع من العظمة لكنة ليس بالقدر المطلوب .
وهنالك نوع اخر لايقف احساسة بالمسؤولية عند حدود نفسة وبيتة بل يتعداه الى الفئة التي ينتمي اليها او سكان الوطن الذي ينتمي اليه وهذا النوع الذي يتكون منه وقود الثورات، او سكان السجون، او الباحثون عن المعرفة .
وهنالك نوع اخير الذين يشمل احساسهم بمسؤولية هذا العالم بأسره والجنس البشري كله، وهذا النوع عادة من واسعي الثقافة الذين يرون بين انحاء هذا العالم الواسع روابط لا يرها الاخرون ،كمن يشعر بصفعه خد اي فقير في العالم كما في شخصية جيفارا. وحب الخير والتسامح كما في شخصية غاندي. ومساندة المستضعفين واشاعه السلام كمانديلا. وكعلي
ابن ابي طالب الذي يتألم لجائع بالشام او الحجاز .يشعر هولاء بانهم مسؤولون ويحاولون القيام بدور يتناسب مع قدراتهم واحساسهم بالمسئولية*.لنقف ونسال انفسنا اي نوع من المسئوليات تقع على عاتقنا
اذا اردنا الاصلاح والتغير. ان عملية التغير تنطلق من احساس الفرد بمسؤولية اتجاه نفسة واتجاة الاخرين. كيف نصنع من جديد حب الوطن والتسامح كيف نعطي للجيل القادم العلم والمعرفة .ان سبب التدهور الذي نمر به باننا شعب لم ننجب مثقف يكتب بقلم يتجاوز بيئتة او انتماءه ،ولم توجد بالعراق طبقة وسطى اجتماعية ثقافية هدفها التوعية والوقوف ضد الظلم والجهل والتخلف وتقود التغير لكل مرحلة يمر بها البلد كما حدث في مصر . مازلنا اذا اردنا ان نذكر الانجازات نتغنى الموتى ونتغنى بالتاريخ باننا كنا وكنا. العراق الان رقم واحد بالفساد والتخلف والضياع لايوجد اي انجازات حقيقية باغلب الاوساط المعرفية. حتى تغيب واضح للمثقف والاديب والشاعر والعالم والسياسي العراقي بكل المحافل العربية والدولية ولم نسمع عن اي شخصية عراقية تسنمت اي منصب مهم باي مؤسسة او منظمة عربية او دولية كما الحال في الشخصيات المصرية ولبنانية والسورية والتركية وغيرها من البلدان . المسئولية تعني ان نقف موقف واحد وصريح ضد كل ما يجري من ظلم وقتل واستغلال وفساد لم يشهدة اي بلد ولم يشهدة حتى تاريخ العراق المظلم.التغير يبدا حين يكون لنا هم مشترك وهوية مشتركة واهداف مشتركة وواضحة يشترك بها الجميع وينتمي اليها الجميع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*سؤال وجهه للكاتب احمد بهاء الدين صحفي مصري /من كتاب افكار ومعتقدات.رجاء نقاش
ومضة:
تشي جيفارا
إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا.
مقالات اخرى للكاتب