السياط بيد الجلاد، والآلام تدغدغ الجراح، ودموعنا أثارها على الخدود، حرقت الوجوه شمس الصيف الاذع، شمس تموز التي سرقت عرق الضعفاء، وجعلتنا عطاشا للحرية، التي فرهدوها فيما بينهم، وتقاسموا خبزتنا، وبتنا جياع تلك الليلة، واليوم نفس القاضي، هو الذي يحاكمنا، عن ذنب هو أقترفه، ونحن براء منه، البعث قتل الابتسامة في قلوبنا، وها هو يشرع لنا قانون ينصفنا به، لكن متى يأذن بتنفيذه؟
البعث المقبور قتلنا تحت القضبان، وبعد نصف قرن، خرج إلى الساحة شاهرا سيفه، ليذبح طفولتنا، وليشوه عذرية شعب، طال انتظاره للحرية.
أكثر من عشر سنوات؛ والسلطة القضائية تعاني من تسلل البعثيين الكبار، والمشمولين باجتثاث البعث، وفكره المسموم، الذي تسلط على رقاب العراقيين، وأذل الشعب بكل معاني الأذلال، وفعل ما لا يفعله الزنادقة بشعوبهم، قطع أوصالنا، ودفن أجسادنا أحياء تحت أنقاض التاريخ، كان يضن الطاغوت، ينجو بفعلته، لكن أرادة السماء رمته إلى مزبلة الأراذل، متى نقتص من الذين قطعوا أذن العراق؟ وشوهوا صورته، لكي يرضوا سيدهم هبل.
القضاء سلطة المنزهين من العثرات والاخطاء، رجال السلطة الثالثة، هم الذين يقودون البلد، إلى العدالة المطبقة في وجدان الأنسان نفسه، فينجح بقرارته، أما من أعتنق دين البعث، وروج له طيلة عقود، ولم يهتز ضميره للإنسانية، التي سرقت أرواح شبابنا، ومزقت ثياب الحياء، وعفاف الموت الحزين، فكانت منحرا للحرية، تلك نافذة الإعدام، منها كان خلاصنا، وباب الحياة الأخرى الأبدية.
من جعل له قدوة، ومثلا لديمقراطيته المتعفنة في عقله المتوهم، حتما هو ذو منهجية دكتاتورية، ويعرف مسالك التملق، والوصول إلى غاياته، ويمرر أفكاره وتوجهاته، وفق رؤيا استراتيجية، قد تكون قصيرة الآجل أو بعيدة، لكنها من المؤكد أنها ليست بعيدة من توجهات البعث الفاشي، وأنها أيضا ليست بعيدة من فكر الدكتاتورية الذي ظهرت بعد (2003)
مقالات اخرى للكاتب