من يزور محافظة البصرة هذه الأيام لابد أن يلاحظ تعاظم نبرة الدعوة الى اقامة اقليم البصرة بعد أن عانى البصريون ابان حكم صدام البغيض وبعد عام 2003 في ظل حكم الأحزاب التي توشك ان تودي بالبلاد الى الهاوية السحيقة. والبصرة التي تعد واحدة من أثرى مدن العالم تعيش اليوم أحلك أيامها فالقاذورات والنفايات تحيط بالمدينة من كل حدب وصوب والفقر يضرب اطنابه في ارجائها والوجوم يرتسم بوضوح على وجوه ساكنيها المرهقة فيما يتنعم كبار المسؤولين بالثروات المنهوبة والسحت الحرام.اليوم لاطريق غير الأقليم فربما تتاح لهم الفرصة لبناء مدينتهم المهدمة المهملة عن قصد من جانب الحكومة المركزية.
مأساة هذه المدينة الطيبة تزداد سوء بسبب أبتعاد مثقفيها وكفاءاتها المعروفة عن ساحة المطالبة بالأقليم وعن ساحة الحراك السياسي مما تسبب في عرقلة مثل هذا المطلب طيلة الفترة الماضية.
أذن لابد من اقامة الأقليم بهدف أحقاق الحق والتصدي للفساد الرهيب الذي شمل كبار مسؤولي البلاد فماذا يعني وجود 4600 مشروع وهمي نهبت اموالها التي تصل الى مئات المليارات من الدولارات من قبل مسؤولين معروفين تماما للقاصي والداني دون أن يحرك احد ساكنا! يجب عدم السكوت بعد الآن بعد أن ادت بنا السياسات الجاهلة والفساد المقيت الى ماهو عليه حالنا اليوم.
ياأهل البصرة أقرعوا طبول الحرب لأستعادة حقوقكم المسلوبة دوما ورفع الحيف عن كاهلكم وتحسين حالكم. ولاسبيل لتحقيق ذلك سوى أنشاء اقليمكم البصري وأنتخاب الكفاءات الحقيقية التي تعمل لصالحكم والبعيدة كل البعد عن الفساد الذي دمر البصرة مثلما دمر بقية البلاد والعباد!
مقالات اخرى للكاتب