جرح ملازم عدنان مع اثنين من البيشمركة الاخرين معه في هجوم داعش على كويرليلة 10\11 وبعد مقاومة باسلة لساعات اتصل باهله و اخبرهم بان عددا من رفاقه استشهدوا و هو محاصر الان على سطح بيت في كوير و كل خمسة دقائق يحاول ارهابي ان يصعد الى السطح وهو ينال منه، و انه على وشك الاغماء عليه من شدة جرحه و نفاذ عتاده، و على الرغم من جرحه البالغ يقاوم و لم يعتقد بان احدا ينقذه و كان حقا في اعتقاده . و عندما يتصل بابيه و هو رائد متقاعد عاد الى الخدمة طوعا ليس على ابيه في تلك الساعة المتاخرة من الليل الا ان يخبر اهله و يقرر مع ابنائه و اخوانه و ابناء اخوانه في الساعة الثانية عشر ليلا الذهاب الى الجبهة التي تبعد عن كلار باكثر من اربع مئة كيلومتر، و طوال الطريق يتواصلون مع ابنهم البطل و يشدوا من ازره و يحثوه على المقاومة لحين مجيئهم، و كلما يرى داعشيا يخبرهم و يقتلهم واحدا بعد الاخر جميعا، و لم ينقطعوا عنه اتصالا لحظة الا اثناء مقاومته لمن يريد التقرب منه و يحكي لهم ما يحدث . يصلوا الى الجبهة الساعة السابعة و النصف صباحا، و يطلبوا من مسؤل المحور ان يعطيهم همرا لينقذوا ملازم عدنان الا انه لم يرض و بعد الحاح و مشادات كلامية يعطيهم همرا واحدا مع سياراتهم، و بعد قتال شرس و مقاومة بطولية من اجل انقاذ ابنهم اولا والمحافظة على شرف البيشمركة العالية، ليعطوا درسا لهذا الذي يعتبر نفسه قائدا فيتمكنوا من الوصول الى المكان بعد قتال مرير، و ينقذوا ابنهم و الجرحى الاخرين مع سحب جثث الشهداء جميعا معهم، و البطل ملازم عدنان الان راقد في مستشفى اربيل بعد اجراء عمليتين جراحيتين في بطنه، انه حقا عملية بطولية لا مثيل لها و انه درس لمن يعتبر .
نسال هنا، طوال تلك المدة التي استغرقت وصول ذوي ملازم عدنانالى الجبهة، الم يكن بالامكان نجاة الجرحى و منع سفك دماء اكثر من قبل البيشمركة و بامر قائد المحور الذي حاول منع حتى اهل ملازم عدنان من العملية، و آمر هذا المحور الحزبي الذي لا خبرة عسكرية تُذكر له، وبدلا من اداء واجبه و كان عليه ان يامر و يشارك هو في اداء عملية الانقاذ، عاند بداية حتى مساعدة ذوي ملازم عدنان على انقاذه، الا يستحق هذا المسؤل عقابا شديدا لانه اهمل و لم يكن اهلا للمسؤلية والا هل من المعقول ان ياتي ذوي الجرحى لنقذوا اولادهم و يسحبوا جثث المستشهدين في مثل هذه الحال، ام كان من واجب البيشمركة و الجيش و الآمر ان يفعل ما بوسعه لانقاذ ما يمكن انقاذه .
اننا نسال و ننتقد في الوقت نفسه هذه الفوضى في اختيار قيادات المحاور من الحزبيين، و وزارة البيشمركة بعيدة عن هذه المسؤليات لاسباب حزبية ضيقة. و نسال هل من المعقول ان يكون الاجراء في هذه القضية نقل امر المحور فقط و الاتيان بمسؤل حزبي لا عسكري اخر كامر لهذا المحور !! الم يتطلب مثل هذه المعارك الاخلاص و التضحيات و الخبرة قبل اي شيء؟ انه صراع الاحزاب لحد الان فانه لم يدع ان يتوحد البيشمركة في تشكيلات وطنية لا حزبية كما هو عليه الان و بمناهج و تدريب و مسيرة و قيادات عسكرية وفق الخبرة و الرتب، نسال متى تبعدون ايدي الحزب عن القوة المدافعة عن شرف الكورد و ارضهم و متى تدعونهم على طبيعتهم و عفويتهم، و هم شجعان و مدافعون حقيقيون بعفوية و اخلاص عن ارض الوطن و يملكون من الشجاعة النادرة يشهد لها العالم، فلا يعرقلهم سوى التحزب و الصراع الحزبي في معسكراتهم و عدم خبرة امريهم الحزبيين لا العسكريين .
مقالات اخرى للكاتب