كلما كان مجلس النواب ينهي مارثوناته التاريخية في مناقشة موازنات العراق خلال السنوات التي مضت وتعلن وسائل اﻻ-;-علام تخميناتها ومبالغها النقدية التي كانت تتصاعد في كل عام تصاعدا يبعث على تفاؤل المتفائلين وقلق اﻻ-;-قتصاديين وفرحة السراق والحرامية واللصوص من السياسيين وغيرهم كنت اتسائل دائما وبحزن يستبق اجابتي المتوقعة ... ماذا سيستفيد المواطن العراقي البسيط من تلك اﻻ-;-موال والموازنات الضخمة ... ولأن المجرب لايجرب وكما يقول المثل العراقي الشعبي (لا تترجى من بارح مطر ) كانت توقعاتي واجابتي على ذلك التساؤل في محله دوما ... فلا خدمات ولا تعليم ولاكهرباء ولابناء مؤسسات اقتصادية ولاتوفير فرص عمل حقيقية ولاتنمية ولا خدمات صحية اﻻ-;- اللهم مشاريع تحمل من طبيعتها مسماها فقط ولا ينشأ منها اﻻ-;- حجر اساسها !! وضجيجها اﻻ-;-علامي المنتفخ كذبا وتزويرا حد اﻻ-;-نفجار ... ولم يكن لفقراءنا من موارد العراق وثرواته اﻻ-;- الوعود واﻻ-;-وهام واحلام لايكفي لهاثنا من اجل توفير لقمة العيش الكريمة لعوائلنا ان نحلم بها في اليقظة فنختزنها لساعات نومنا المليئة قلقا من امن متزعزع وخوف من مفاجأت ليل دامس بلا كهرباء وارق من نهار لا تتوقع مايحدث في ساعاته الطويلة من احداث ... ورغم ذلك كله كنا نكذب واقعنا ونصدق اوهام من يمنحنا الوهم بان الخير ات وقريب .... مشكلتنا نحن فقراء العراق اننا وعلى مدى ثلاثين سنة مضت كنا نحلم بالخير الذي لم يأت الينا ابدا لاننا غرقى بثروتنا النفطية حد الفقر والعوز والجوع والمرض والخوف واﻻ-;-لم والموت فقد كانت تلك الجملة السقيمة (الخير ات ) كالقشة التي يرجو بها الغريق نجاته ... لا اظن ان احدا من فقراء بلدي وما اكثرهم لم يسمعها من لسان صدام المقبور حين كانت عيوننا مقهورة على ان لا تنظر اﻻ-;- الى وجهه المرعب الذي كان يطاردنا كفقرنا ويلازمنا كتعاستنا وحين كانت ايادينا مغلولة الى يده التي ترزق من تشاء بغير حساب !! سمعناها حين ضاق الخناق على العراق نتيجة حماقاته وحروبه ورعونة ابناءه ورفاقه الذين لم يبقوا للعراقيين من باقية ... فكان الخير الذي اتى حصارا مريرا مؤلما اكل من كرامتنا وانسانيتنا اكثر مما اكل من لحوم العراقيين واجسادهم ... خيره الذي اتى سحقا لعظام الفقراء وتمزيقا لسترهم واهانة لرجولتهم ... زاد من غنى عاهراته وقواويده وزبانيته ...وبالنتيجة لم يأتنا خيره الموعود اﻻ-;- باﻻ-;-حتلال والهزيمة والخراب وموت جديد وعبودية اخرى وطبل المطبلون من جديد هاهو خير (امريكا ) اتاكم فافرحوا يافقراء العراق واحلموا ... وحلمنا هذه المرة ونحن يقظى نسلي باحلامنا ساعات البطالة المملة التي فرضت علينا قسرا واجبارا ... فلا وظائف ولا عمل ولا استرزاق فكل شيء مخرب ولم يبق اهل الحواسم في بلدهم من باقية ... فتعطل كل شيء في العراق اﻻ-;- اﻻ-;-حساس بالعوز والحرمان والفقر ... وكان خيرهم الذي جاءت به امريكا .. عصابات القتل والتفجير والموت والدمار واﻻ-;-لم والحرمان وتربص امراء الموت وقادة القتل والدم بكل ما منحته امم الدنيا من معونة ومساعدة وكأن قطف رؤوس ابناءنا وحز رقابهم وقرقعة كواتمهم مدفوعة الثمن (بشدات اسيادهم ) لم تلقم جشعهم وطمعهم اﻻ-;-عمى فمالوا يغرفون ويلتهمون تلك المعونات التهام المال السائب ... فكان خير امريكا يغطيهم اموالا ونفوذا وسلطة وجاها . ولا احتاج ان اتكلم عن سبع سنين عجاف عاشها فقراء العراق وهم يحلمون بخير لم يأت الى اﻻ-;-ن اﻻ-;- الى جيوب السراق والحرامية واللصوص والمنتفعين ومصاصي الدماء والمكتنزين على حساب حصتنا التموينية المتلكئة والمقرفة ومستشفياتنا البائسة ودواءنا منتهي الصلاحية وشوارعنا المخربة ومصانعنا المهدمة ومدارسنا المهترئة وشبكات الماء والكهرباء المزعجة على حساب شباب يتخرج لتزداد بتخرجه اعداد العاطلين عن العمل وليزداد سياسيوا الحواسم غنى ونفوذا وماﻻ-;- على حساب يأس عاطل لايجد في جيبه ثمن علبة حليب لطفله ليصبح مشروعا جاهزا للبيع باخس اﻻ-;-ثمان فتشتريه عصابات القتل واﻻ-;-رهاب والموت والخطف والتخريب فيبيع فقره على حساب الم ودماء اخوانه فقراء العراق ... في كل تلك الموازنات المنهوبة على مدى السنين التي مضت لم يكن لنا لفقراء العراق اﻻ-;- الوعود بالخير الذي لم يأت ولن يأت ابدا ... وتمتع باموالها ولذاتها من تمتع على حساب خراب النفوس والضمائر واﻻ-;-جساد والمباديء ... سنين طويلة كان خير الموازنات لهم ولم نكن ننال منها اﻻ-;- مزيدا من الماسي واعدادا جديدة من الفقراء والعاطلين ومشاكل اقتصادية يستعصي اليوم على المستفيدين من خيرها حلها ... الخير الذي واعدتمونا به من سنين لم يكن اﻻ-;- لكم ولابناءكم وملذاتكم فلا تحملوا فقراءنا اليوم ثمن سفاهتكم وسرقاتكم ونهبكم بحججكم البغيضة وتحملوا ولو لمرة واحدة تبعات ماكنتم تفعلون ردوا سرقاتكم واﻻ-;-موال التي نهبتموها من مشاريعكم ال (8000) الوهمية وستسدوا بها عجز الموازنة ... وتنازلوا عن (ترفكم ) قليلا لترقعوا الفتق وتخيطوا الشق فالعجز في الموازنة لم يكن سببه تمتعنا بخيركم الموعود الذي انتظرناه كثيرا ولم يأت ... فلا تحملونا ما لا نطيق ... وقد قالوا في الفقه (من له المغنم فعليه المغرم ) وانتم من كان ينعم بغنيمة موازناتنا السبع التي نهبتموها لا نحن
مقالات اخرى للكاتب