Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
تحية للرجال
الجمعة, كانون الثاني 16, 2015
علي سالم

مأساة البطل التراجيدي ليست كما تعنيها اللغة العربية من كلمة مأساة وهي «الكارثة» التي تنزل عليه من حيث لا يدري ولا يحتسب، بل هي كارثة من صنعه هو. بمعنى أنه ارتكب فعلا أو أفعالا تحتم ما عاقبته به الأقدار. ولشرح ذلك من خلال الأسطورة اليونانية، دعنا نستشهد بحكاية بروميثيوز. قبل ظهور الأديان السماوية ربما بآلاف السنين، كانت الأرض يسودها الظلام. وفكر بطل حكايتنا في أن يقتطع قطعة كبيرة من الشمس ليضيء بها الأرض. فحذره زيوس كبير الآلهة من ذلك وتوعده بعقاب فظيع إذا أقدم على ذلك. ولكن بروميثيوز نفذ فكرته فأضاء بها الأرض فعلا. ولم يتأخر العقاب الذي توعده به زيوس، حكم عليه بأن يرقد نهارا على الأرض فتنقض عليه الطيور الجارحة تنهش كبده بينما هو يصرخ ألما. وتتركه ليلا لينبت له كبد جديد تنهشه في اليوم التالي.. وهكذا تدور ماكينة عقابه إلى الأبد. وبمشاهدة التراجيديا على المسرح أو على مسرح الدنيا الكبير الذي نسميه الحياة، ينتاب الإنسان إحساسان؛ الأول الرعب والثاني هو الشفقة، أو على الأقل هذا ما يقوله أرسطو عن تأثير التراجيديا على المتفرج. مزيج الرعب والشفقة داخل المتفرج ينتجان إحساسا بالارتياح سماه «التطهر». عندما تشاهد التراجيديا تشعر بالشفقة على البطل لما يعانيه، كما تشعر بالرعب من أن تتعرض أنت شخصيا لنفس المصير. هذا هو ما نسميه بالتوحد مع الشخصية «identification» غير أن كلمة «التوحد» هذه الأيام أصبحت اسم مرض ولذلك لا مفر من استخدام كلمة «يتماهى» التي أراها متحذلقة أكثر من اللازم.

دعنا نتعامل مع الأسطورة بفهم معاصر.. البطل هنا شخص نبيل، لأنه يفكر في أحوال البشر ويرغب في ملء حياتهم بالضياء. أشعة الشمس ليست مهمة فقط في توفير النور والقضاء على الظلمة، بل هي ضرورية لحياة الإنسان والحيوان والنبات. ورغم أنه يعرف ماذا ينتظره من عقاب فإنه ليس منشغلا بذلك، هو فقط يفكر في شيء واحد هو أنه يؤدي واجبه.. هذا هو بالضبط ما يفعله رجال القوات المسلحة والشرطة في البلاد العربية المقاومة للإرهاب... فتحية للرجال.

أشعر هذه الأيام بانفعالات متضاربة، فليس لدي سوى قلمي والأقلام لا أهمية لها في زمن الغدر وخفافيش الظلام. أشعر بالتوحد مع هؤلاء الذين يستشهدون كل طلعة شمس، أموت معهم كل يوم.. بات من الصعب علي أن أعرف حقا من أنا. مع كل شهيد فيهم أتحول على الفور إلى طفل يتيم، وأم ثكلى وأب سحقته الفجيعة، وشابة ترملت في عز شبابها. ولا أعتقد أن هذا هو حالي وحدي، هذا هو حال كل من يحلمون بأن تضيء الشمس كل جوانب الأرض.

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47391
Total : 101