العراق تايمز
حراك سياسي متعدد الإتجاهات تجري بصمت وهدوء في مدن إقليم كردستان العراقي وخاصة في أربيل والسليمانية، يعمل على بلورة صفقة سياسية جديدة مستفيدة من الإنفتاح الذي خلفته زيارة وفد (المهندس ــ نجم) نسبة إلى جمال جعفر المعروف بأسم "أبو مهدي المهندس" ومدير مكتب نوري المالكي الخاص السابق طارق نجم، الذي تنقل الأسبوع الماضي بين النجف الأشرف وبغداد وأربيل.
الأكراد يبدو أن عيونهم اليوم مركزة على منصب رئاسة مجلس النواب، بعد أن فشلوا في تحقيق مصالحهم الخاصة خلال تواجد جلال الطالباني في منصب رئاسة الجمهورية الذي يعد من المناصب الفخرية التي لا تأثير سياسي لها في بلاد الرافدين، وبالتالي فإن الأكراد يعملون على تغيير شامل في المناصب والحصص الطائفية والعرقية في إدارة ما يسمى بالعملية السياسية، ضمن سلة واحد للحلول في البلاد.
فالمهندس ونجم سمعا سمعا في اربيل كلاما واضحا ومباشرا عن رغبة الأكراد بالحصول على منصب رئاسة مجلس النواب مقابل التخلي عن منصب رئاسة الجمهورية بعد أن أصبح الطالباني عاجزا عن أداء دوره وعدم جدية الأكراد في الإستمرار بالحصول على المنصب لإن طموحاتهم السياسية فيما يتعلق بدولتهم الكردية المرتقبة تقتضي وجود منصب سياسي فاعل في بغداد يستطيع أن يدعم تلك الولادة الوشيكة للدولة الكردية.
وتؤكد المعلومات المتوفرة، ان التحالف الكردستاني الذي يضم 14 حزباً وحركة سياسية، أبرزها الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني، والاتحاد الوطني بزعامة جلال الطالباني وحركة التغيير وامينها العام انوشيروان مصطفى وثلاثة احزاب اسلامية، وثمانية احزاب شيوعية ومسيحية وتركمانية، قرر التنازل عن موقع رئاسة الجمهورية الذي يشغله الطالباني حالياً بعد ان اكدت التقارير الطبية بانه لم يعد قادراً على اداء مهماته السياسية والرئاسية. واوضحت ان الاحزاب الكردية عقدت خلال الفترة الماضية العديد من الإجتماعات الهامة التي أعطت للبارزاني تخويلا وكامل الصلاحيات للحوار والتفاوض مع الاطراف السياسية والكتل النيابية حول هذا الموضوع.
واستناداً الى معلومات تتردد في اربيل، فان التحالف الكردستاني ابلغ اطرافاً وقيادات سياسية ورؤساء كتل نيابية، بانه يشترط للتنازل عن موقع رئاسة الجهورية، اجماعاً من تلك الاطراف والكتل على اختيار كردي يرشحه التحالف لتولي رئاسة مجلس النواب بدلاً من رئيس المجلس الحالي اسامة النجيفي القيادي في القائمة العراقية. مضيفة أن البارزاني أبلغ الأحزاب السياسية الكردية أن وجود شخصية كردية في موقع رئاسة الجمهورية اضر بمصالح اقليم كردستان، لان هناك اطرافاً سياسية تعتقد ان هذا الموقع يعد مكسباً للاكراد وعليهم الا يطالبوا بحقوقهم، رغم ان الموقع ليس تنفيذياً ولا يملك صلاحيات ملزمة.
وناقشت الأحزاب الكردية أيضا الأسماء المطروحة لخلافة الطالباني في حال تم الإتفاق على الصفقة الجديدة، حيث يحبذ البارزاني أن يتولى زعيم القائمة العراقية اياد علاوي المنصب، ولكنه يدرك ان نوري المالكي يرفض ذلك لاسباب شخصية، ملمحين بان الشخصية المؤهلة لشغل منصب رئاسة الجمهورية في الوقت الراهن هو اسامة النجيفي.
وقال مراقبون سياسيون عراقيون أن الصفقة الحالية تعكس رغبة كردية في الحصول على منصب سياسي رفيع له تأثير واضح وبارز في العملية السياسية الحالية يستطيع من خلاله الأكراد تحريك القرار السياسي وفقا لما تتطلبه مصالحهم الكردية وتوجيه دفة السياسة في البلاد بأتجاه الدولة الكردية الوشيكة، مؤكدين أن أسامة النجيفي أبدى خلال لقائه الأخير مع البارزاني في أربيل عن رغبته في التنحي عن منصبه الحالي في مجلس النواب، وهو ما دفع البارزاني للحديث علنا للمرة الأولى عن رغبة الأكراد في الحصول على المنصب وتسهيل حصول النجيفي أو أية شخصية أخرى من القائمة العراقية على منصب رئيس الجمهورية.