فاطمة الزهراء الجمال المطلق والنموذج الاسمى للاسلام
اسم فاطمة...
فاطمة من الفطم وهو القطع وسميت بهذا الإسم لإن الله فطم من أحبها من النار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (إنما سميت فاطمة لان الله تعالى فطم من أحبها من النار) وفي بعض الروايات (لإن الله فطمها وذريتها من النار) وفي البعض الآخر من الروايات (لإن الخلق فطموا عن معرفتها).
وعن الصادق (عليه السلام) قال : (لما ولدت فاطمة (عليها السلام) أوصى الله عز وجل الى ملك فأنطق به لسان محمد فسماها فاطمة. ثم قال: اني فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث) ثم قال أبو جعفر الإمام الباقر(عليه السلام) (والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق)
فاطمة الزهراء الجمال المطلق والنموذج الاسمى للاسلام
ما أن تذكر فاطمة الزهراء سيدة النساء وفخرها وإبنة خير الأنبياء وخليلة سيد الأوصياء وأم الأئمة النجباء حتى تتجسد في ذكرها الطهارة والنقاء كأصفى ما تكون الطهارة وأروع ما يكون النقاء .
فاطمة البتول بنت الرسول وزوجة فحل الفحول تتجسد الإنسانية في كل جانب من جوانب حياتها فهي المظهر الحي لكل فضائل أهل البيت عليهم السلام.
فاطمة الحوراء الإنسية خير أهل الأرض عنصرا ً,إنها نور الله جل جلاله المنبثق من نور الرسالة والإمامة. فاطمة تجسد فيها الجمال المطلق فهي جمال الله وحسنه يقول (صلى الله عليه وآله وسلم) (لو كان الحسن شخصا ً لكان فاطمة).
شعت فلا الشمس تحكيها ولا القمر زهراء من نورها الاكوان تزدهر
فيها تجسدت أروع الصور الإنسانية والمثل العليا والنموذج الأسمى فكانت خلقاً عاليا ًرفيعاً في كل سلوكياتها، وهي النسلة الطاهرة الميمونة.
فاطمة مظهر النبوة والرسالة وروح الإمامة وصلة الوصل بين نبوة المصطفى وإمامة المرتضى وبها جمع النورين النور المحمدي والنور العلوي.
الزهراء... نطقت بالشهادتين عند ولادتها، لا يعرف أسرارها إلا النبي محمد. ووصيه علي، معنى النبوة: سر الوحي قد نزلت في بيت عصمتها الآيات والسور,أحرزت السيدة الطاهرة مقام العصمة الإلهية الكبرى، وهذا ما ذهب إليه أعاظم العلماء من المسلمين، تشهد بذلك آية التطهير، وآية المباهلة، وآيات لا حصر لها ولا عد ,ليس هذا مجال بحثها وذكرها، فقد عصمت بعصمة الله سبحانه، وأ ُذهب عنها الرجس وطُهِرتْ تطهيرا.
مفطومة من زلل الأهواء معصومة من وصمة الخطاء
عدت الزهراء سلام الله عليها من خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب التي لا يشاركه فيها أحد أبدا وزواجه منها فضيلة له لم ولن يدانيه بمثلها أحد حتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يتزوج معصومة من النساء إلا علي حينما تزوج الطاهرة البتول لولاه ما كان لها كفواً أحداً غيره:
تزوجت في السما بالمرتضى شرفا ً والشمس يقرنها في الرتبة القمر
فكل ما لعلي لفاطمة إلا الإمامة كما كان كل ما لمحمد لعلي إلا النبوة
على النبوة أضفت في مراتبها فضل الولاية لا تبقي ولا تذر
فاطمة بضعة الهادي البشير والسراج المنير, من سرها سر الرسول ,ومن سر الرسول سر الله ومن سر الله كان حقيقا على الله أن يدخله الجنة ,ومن أغضبها أغضب الرسول ومن أغضب الرسول أغضب الرب الجليل ومن أغضب الرب كان حقيقا ًعلى الله أن يدخله نار جهنم وساءت مصيرا. فاطمة من أحبها في الجنة ومن أبغضها وآذاها في النار. فاطمة حبها ينفع في مائة موطن من المواطن ,الموت أيسرها والقبر والميزان و الحشر والصراط والمحاسبة. فاطمة حجة الله على كل الخلائق عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) (نحن حجج الله على الخلائق وأمنا فاطمة حجة الله علينا) فاطمة سر الأسرار والضمير الحي للرسالة والمثل الأعلى للإسلام والنموذج الأسمى والأرفع لكل نساء العالمين.
هي قطب دائرة الوجود ونقطة لما تنزلت أكثرت كثراتها
هي أحمد الثاني وأحمد عصرها هي عنصر التوحيد في عرصاتها
لا يستطيع كائنا ًمن يكون أن لا يذكر فاطمة كل يوم ,ولا يستطيع تجاهلها حاسد أو حقود ,فالآذان يذكرك بفاطمة ,والصلاة بركوعها وسجودها تذكرك بفاطمة ,والقرآن يذكرك بفاطمة ,وكل الفرائض تذكرك بفاطمة ,أليس هي بضعة المصطفى وروحه التي بين جنبيه ولا ينكر هذه الحقيقة إلا كذاب أشر.
قف يا يراعي عن مدح البتول ففي مديحها تهتف الألواح والزبر
بنت الخلود لها الأجيال خاشعة الزمان إليها تنتمي العصر
روح الحياة فلولا لطف عنصرها تأتلف بيننا الأرواح والصور
عن الأفق لا روح ولا ملك لم وفاقت الأرض لا جن ولا بشر
اللهم إني أسالك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بنا ما أنت أهله, لا تفعل بنا ما نحن أهله.
