بين مجيئ الخميني و صدام للحكم معا و اندلاع الحرب العراقية الايرانية فارق زمن يبلغ حوالي 18 شهرا.
بين توقف الحرب العراقية الايرانية و دخول العراق الكويت ترى ان فارق المدة هو حوالي 18 شهرا، ايضا.
بين احداث الحادي عشر من سبتمبر و غزو افغانستان هناك حوالي 18 شهرا.
بين انطلاق حمى حملة البيت الابيض ان في حيازة العراق اسلحة دمار شامل و بداية غزوه عام 2003 حوالي 18 شهرا.
بين بدايات داعش و سقوط الموصل حوالي 18 شهرا.
الملفت ان المدة القياسية، 18 شهرا، تبدأ بتغيير سريع، مفاجئ، سحري، و غريب و تنتهي بكارثة – كما في توقف الحرب العراقية الايرانية، التي كانت تبدو مستعصية لا تلوح في افقها نهاية اطلاقا، و اذا بها تتوقف بقدرة قادر – إلا لتبدأ صفحة دخول الكويت السوداء.
لولا مؤامرة احتلال الكويت ما كانت الحرب العراقية الايرانية ستتوقف و لو انطبقت السماء على الارض – و إلا 18 شهرا هي مسافة قصيرة جدا للعراق ان يقرر خوض غمار حرب اخرى بعد 8 سنوات عصيبة عليه و على شعبه.
الاتفاق النووي الايراني-الغربي و "تحرير" الرمادي و الموصل يبدوان الآن سحريين اكثر من العادة ايضا لا بل مدعاة للهواجس، بعد ان كانا كلاهما مستعصيان.
فايران لم يتغير فيها شيئ اطلاقا، فلماذا هذا القبول الغربي الفجائي الان في تأهيلها دوليا؟
و داعش لم يقتل لها إلا سائق عجلة هنا و ابن خالة للبغدادي هناك و إذا بـ الرمادي و الموصل "تتحرران" - و كأن ما من داعش كانت هناك بالمرة؟
انتبه، هنا تضبط ساعتك و تحسب، ثلاثة اشهر، ستة، سنة، 18 شهرا على اقصى تقدير و امر ما كبير يجب ان يحدث من وزن دخول العراق الكويت، و إلا ما كان الاتفاق النووي ابرم و لا الرمادي او الموصل "تحررتا".
النظام العالمي الجديد لا يقدم هدايا الاستقرار، السلام و الازدهار مجانا في الشرق الاوسط و افريقيا، بل انه لا يغلق بابا لبؤس الشعوب قبل ان يفتح لها بابا جديدا للخراب و الموت.
تك، تك، تك...
مقالات اخرى للكاتب