طرح فكرة تغير مفوضية الانتخابات ما هي إلا لعبة أخرى من لعب ذئاب السياسة المسيطرين على الساحة العراقية ، لأن عملية تغير المفوضية لا تعني شيء فقط من ناحية إعطاء كرسي إضافي لهذا التنظيم أو الكتلة أو بالصورة الواضحة تغير توزيع الكراسي مع بقاء نفس الذئاب المسيطرين على الحياة السياسية العراقية ، اي الذي كان وزير المالية سيصبح وزير النقل وزير النقل سيصبح وزير الخارجية وهكذا مع بقاء أغلب أعضاء البرلمان على مقاعدهم محافظين ، اي السارق يغير وظيفته حسب الطلب والمشرع والمحاسب يقوم بدوره بأفضل وجه من خلال حماية الفساد وقادته بطرق مختلفة ولكنها جميعها تؤدي الى نفس النتيجة وهي حماية الفساد ، كمسرحيات الاستجواب وتعطيل القوانين المهمة وإثارة الأزمات من خلال التصريحات الممنهجة لهذا الأمر أو إثارة المواضيع التي تربك الشارع العام وهكذا يتم تمرير كل ما تحتاجه القيادات والشارع منشغل بما يطرح أعضاء البرلمان من خدع سياسية تبعد المواطن عن حقائق الأمور ، لهذا فإن طرح فكرة تغير المفوضية لعبة سياسية جديدة لا تغير من الأمر شيئا ، ولكن العراق يحتاج الى معجزة حقيقية تعتمد على ثلاث أعمدة الأول تغير قانون الانتخابات والثاني تغير المفوضية والثالث وهذا الأهم ولادة تنظيمات وطنية قوية لها القدرة على منافسة ذئاب السياسة وتدافع عن حقوق المواطنين وتتبنى مشروع حب الوطن والدفاع عنه بعيداً عن الطائفية والقومية (مشروع المواطنة الحقيقي) ، وهذه المعجزة لايمكن لها الظهور ما لم تتعاون كل الجهات الخيرة التي تريد للعراق والعراقيين الخير والأمان من مرجعيات دينية وأحزاب سياسية وطنية وشخصيات مستقلة بالإضافة الى التفاف الشباب الواعي للمرحلة الخطرة التي يمر بها العراق والعراقيين ، بدون ظهور هكذا معجزة لا يمكن للعراق أن تقوم له قائمة ، بل الطريق الذي يسلكه العراق تحت قيادة هذه المجاميع الفاسدة (من حكومة تنفيذية وبرلمان وقضاء وقيادات سياسية ) بما للكلمة من معنى فإنه من الخطورة يصعب التفكير به من بشاعته واسوداده وظلمته ، فطريقة سيطرة هذه الشبكة الفاسدة على كل مفاصل الدولة العراقية تحت عنوان جميل ورائع إسمه النظام الديمقراطي يجعل التغير من المستحيلات ، بل كل من يفكر في هذا التغير سوف تطحنه مطاحن أدوات النظام الديمقراطي الذي يقوده التفكير الدكتاتوري التسلطي ، لهذا يحتاج العراق ظهور معجزة تستنقذه من هذه الشبكة الفاسدة لا تغير الطعم الذي يصطاد به المواطن في كل عملية انتخابية .
مقالات اخرى للكاتب