معروف أن "لو" تفتح عمل الشيطان ،ومع ذلك نقول لو أن الرئيس بشار"......"ينتمي لسوريا ويعتبر نفسه سوريا ،لتصرف بعقلانية تجنب سوريا ما وصلت إليه من دمار شامل ووقوعها تحت الإحتلال الروسي، وتحويلها إلى مرتع خصب لكافة الميليشات المخربة التي تقاتل إما بإسم الدين والدين منها براء ،وإما بإسم الشيطان الرجيم الذي يضحك حد القهقهة عندما يرى آثار نجاحاته التي تتنوع بين قتل الشعب السوري وتهجيره وتدمير سوريا.
المستشار مؤتمن ،بمعنى أن من يتم توليته الأمور يجب أن يكون قادرا على حمل الأمانة والحفاظ على حقوق الناس وكراماتهم ،والمحافظة على البلاد والعباد معا،حتى يلقى وجه الله مسرورا ،لكن في حالة سوريا على وجه التحديد فإن الذي إبتلي به الشعب السوري مستشارا لم يكن مؤتمنا ، ولم يستفد من علمه شيء ،وسار على درب أبيه الذي دمّر مساجد حماة قبل بيوتها عام 1982 ،وصمت عنه العالم الجبان لإرتباطه بمستدمرة إسرائيل.
أنا شخصيا من المؤمنين بعقلية المؤامرة ،وسوف لن أنفي ان هناك مؤامرة ما حيكت ضد سوريا ،والرئيس بشار يعلم ذلك من خلال افتصالات التي أجريت معه والطلبات التي طلبت منه ورفضها ،وهو محق بعض الشيء لأنه أخلص لحلفائه ،لكنه نسي أو تناسى علاقة بعض الدول العربية الخليجية معه وضخها الأموال بلا حدود له ،وركب رأسه .
كان بإمكان الرئيس بشار"....."تفويت الفرصة على الجميع والنجاة بنفسه فداء لسوريا ،لكنه كما قلت ركب رأسه لأسباب عدة اهمها عدم درايته في الحكم وإنعدام الحنكة لديه ، كل ذلك بسبب إفتقاره لبطانة صالحة تدبر الأمور وترسم السياسات بعد تمحيصها.
لو أن الرئيس بشار"..."عالج مشكلة درعا وتجاوز الأزمة في مهدها ،بنقل ومحاسبة محافظ درعا سبب المشكلة ،وأجرى بعض الإصلاحات ،لوقف الشعب السوري إلى جانبه ،وحماه وجعل من أبنائه سوارا من فولاذ حوله ،لكنه كما سبق ونوهنا ركب رأسه ،وإتبع هرطقات حاشيته التي حولت سوريا إلى مزرعة بلا أسوار، وكشف نفسه بأنه حليف وربيب مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية ،وهذا وأيم الله سبة في وجوه كل من أوهموا الرأي العام العربي بأن سوريا يحكمها حزب قومي عروبي هو حزب البعث العربي الإشتراكي ،مع أن مسيرة النظام منذ تولي الرئيس حافظ"...." لم تشي ولو فى المنام أن النظام السوري كان قوميا يوما ما ،وحرب حزيران 1967 وحزيران 1982 وما بينهما وما بعدهما شاهد على ذلك ،إذ إحتل شارون بيروت على مرآى ومسمع وبتنسيق مع نظام حافظ"..."
وحتى أكون منصفا فإن ما يطلقون على أنفسهم المعارضة السورية التي تضم نحو 100 فصيل مسلح ،ليسوا أفضل من النظام "إلا من رحم الله وهم قلة لا تعد"،ذلك أن فضائح هؤلاء المعارضين الذين وجدوا لهم باب رزق يرتزقون منه ،بتنفيذ أجندات خارجية ، زكمت الأنوف حتى تلك التي تعاني من الحساسية .
واعني بذلك أن هؤلاء المرتزقة إلتجأوا أيضا إلى مستدمرة إسرائيل،وإرتموا في أحضانها ،وأجزم أنها أغرقتهم باللحم الخزري المحسوب على البحر المتوسط،توريطا لهم .
عندما نقلب صفحات ملف العديد من المعارضين السوريين –وأنا هنا لا أعمم- نجد أنهم تعهدوا بإقامة علاقات كاملة مع مستدمرة إسرائيل الخزرية وأولهم بطبيعة الحال المدعو فريد الغادري الذي قال بكل الوقاحة المعهودة أن العلم الإسرائيلي سيرفع فوق دمشق إن عاجلا أو آجلا ،كما أن أحدهم شارك في محاضرة في مستدمرة إسرائيل وتصدى له فلسطينيون هناك وأهانوه وأنزلوه عن المنصة ،فما كان منه إلا أن رد عليهم بأنهم لا يخجلون لأنهم لا يقدرون نعمة العيش في مستدمرة إسرائيل.
وتفيد المعلومات التي تتدفق حول هذه الفضيحة ،أن جرحى المعارضة السورية ومن أصحاب اللحى والأثواب القصيرة يتلقون علاجهم في المستشفيات الإسرائيلية ،فأي معارضة إسلامية هذه ؟ ناهيك عن قيام مستدمرة إسرائيل بتزويد ما يطلق عليه الجيش الحر بالأسلحة عن طريق تركيا ، فأي جيش حر هذا؟
أوائل شهر نوفمبر 2013 إلتقى عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب شاس يعقوب مارغي ،وفدا من مجلس إسطنبول وقدم الشكر الجزيل لمستدمرة إسرائيل على ما تقدمه من دعم للمسلحين السوريين ،الذين يتلقون العلاج في مستشفياتها ،وطالبوه بإستمرار وتوسيع هذا الدعم في إطار التنسيق بين المعارضة السورية في الخارج وبين الإحتلال الإسرائيلي.
وفي كشف غير مسبوق لفضائح ما يسمون بالمعارضة أكد رئيس ما يسمى "إتحاد الثوار السوريين في سوريا" المدعو محمد عدنان أن مستدمرة إسرائيل لم تعد عدوة لسوريا ،بل هي شريك في الصراع ضد عدو مشترك،دون علمه أن الرئيس بشار"..."من قبله كان وما يزال حليفا إستراجيا لمستدمرة إسرائيل في سوريا.
ما يجب أن يتأكد منه الجميع أن المعارضة السورية هي الذراع الخفي للموساد في سوريا وهي شريكة للنظام في تدمير سوريا وتهجير من بقي حيا من السوريين ،وقد يسأل ساذج :ما دام الرئيس بشار "..."حليفا لإسرائيل فلماذا تدعم معارضيه؟ الجواب على ذلك أن مستدمرة إسرائيل تعمل في إطار الإحتمالات ،وهي لا تريد أن يحكم سوريا أحد ما ويعيد إليها هويتها العربية.
مقالات اخرى للكاتب