كتب علي فاهم ــ ثلاث سيارات مفخخة وخسمة انتحاريين ومائة وخمسين قنبلة يدوية وعبوات ناسفة وقذائف هاون وتخطيط مسبق كل هذا وغيره من أجل أقتحام وزارة العدل.. ولكن لماذا يستهدف الارهاب وزارة العدل بالذات فهي ليست وزارة أمنية او سيادية ليحقق الارهابيين مكاسب عسكرية او سياسية، ولماذا هذه الهجمة الشرسة وبهذا الكم الهائل من أدوات الموت والاستماتة في سبيل إقتحام وزارة العدل؟.
تتصل وزارة العدل مع التنظيمات الإرهابية في العراق بمفصلين مهمين هما تنفيذ أحكام الاعدام في حق المدانين منهم بعد اتخاذه الحكم القطعي ومصادقة رئاسة الجمهورية على الحكم والمفصل الثاني هي منظومة السجون التي يقضي فيها المحكومين مدة سجنهم ومنهم قادة الارهاب، ففي الفترة الأخيرة أتخذت الوزارة خطوات مهمة فيما يخص تنفيذ أحكام الاعدام الصادرة بحق المدانين فلم تتوانى الوزارة أو تتلكأ في تنفيذ الاعدام بحق الارهابيين وخاصة في أسماء بارزة في تنظيم ما يسمى دولة العراق الاسلامية ومنهم على سبيل المثال الرأس المدبر والمنفذ لتفجير الامامين العسكريين الذي تدخلت اغلب القوى السياسية التي تعتلي اليوم منصات المظاهرات والاعتصامات للتدخل من أجل تاجيل تنفيذ الحكم ليتسنى لهم ايجاد طريقة لتهريبه ولكن إصرار الوزير حسن الشمري ومن يقف معه في الوزارة في سرعة تنفيذ حكم الاعدام لإفشال المخطط الذي اراد أصحابه بكل ما يملكون من قوة و بتدخلات خارجية وداخلية وبالتهديد بنسف الوزارة وقتل الموظفين وخاصة الوزير والموظفين الكبار فيها ولكن كل ذلك لم يثني كادر الوزارة ان ينفذ الحكم في هذا المجرم وأعوانه، وفي هذه الايام بالذات تقوم الوزارة بتنفيذ احكام الاعدام بحق المدانين من قيادات تنظيم القاعدة وما يسمى دولة العراق الاسلامية مما يعتبر ضربة قاصمة توجه الى هذا التنظيم الإرهابي، أما المفصل الثاني والذي هو التعامل مع المحكومين بالسجن وبأحكام متفاوتة ومنهم قيادات القاعدة الذين كانوا يديرون العمليات من داخل السجون وبتنظيم محكم أستطاعوا السيطرة على الأوضاع في السجون وخضع لهم الحرس ومدراء السجون والموظفين خوفاً من الأذى والانتقام الذي قد يصل الى عوائلهم أو طمعاً بالأموال الوفيرة التي يملكونها، وهكذا كانت تدار الكثير من العمليات الإرهابية من داخل السجون ولم يكن يستطيع أحد مهما كان منصبه إن يوقف هولاء عند حدهم فما كان من الوزير و الوزارة و دائرة الإصلاح الا إن اتخذت مجموعة من الإجراءات المحكمة التي كسرت عندها كل هذه المخططات فتم نقل الكثير من السجناء وتوزيعهم في عدد من السجون ونقل مدراء السجون من سجن لأخر بصورة دورية وطرد الحراس الفاسدين او التابعين لجهات معينة تتعامل مع تنظيم القاعدة وأخرها التشويش على الاتصالات في داخل السجون والذي شل السجناء وقطع الاتصال نهائياً مع الخارج كل هذا جعل الارهاب يستشعر أهمية هذه الوزارة وتأثيرها ودورها المباشر في أضعاف جبهة الارهاب ومفصليتها المهمة في هذه الحرب فكان من المهم جداً كسر شوكة هذه الوزارة وأيقافها عند حدها بأي ثمن كان، اذن الهجمة على وزارة العدل لم يكن تحقيق نصر أعلامي فقط أو محاولتهم الوصول الى الطابق الثالث الذي يضم ملفات المعدومين كما روج الاعلام وان كان هذا بحد ذاته يعتبر منجزاً مهماً وأنما الهدف الحقيقي هو اولئك الرجال الشجعان الذين يديرون هذه الوزارة ولا تأخذهم في الحق لومة لائم أو خوفاً من تهديد بالتصفية والاغتيال ما هذه الهجمة الشرسة الا دليلاً صارخاً على تضرر القاعدة والبعث والمجاميع الارهابية من سياسة الوزارة وعمل منتسبيها فتحالفوا من اجل النيل من عزيمة هولاء الابطال ومحاولة ثنيهم عن تنفيذ وتطبيق القانون والقصاص من قتلة الشعب العراقي وان الوزارة تسير في الاتجاه الوطني الصحيح والذي لن تحيد عنه مهما كانت التضحيات، الجنة والخلد لشهداء هذه الوزارة والشفاء لجرحاها والعار والنار للارهاب والقتلة.