في حالة غير مسبوقة ومفاجئة أطلق زعيم التحالف الوطني والقيادي في الدعوة سابقا ورئيس تيار الإصلاح الدكتور إبراهيم الجعفري تصريحا مدويا ضد رفيق دربه ومختار العصر نوري المالكي لم يتوقع احد إن يطلقه كون الجعفري لا زال إلى وقت قريب رقما بسيطا في ركب المالكي الذي تمرد على الجعفري وكون الرجل يميل للتقية والتهدئة والشفافية الى حد كبير. الجعفري خرج من صمته وأعلن الأحكام العرفية في صفوف أتباعه وفي صفوف دولة القانون التي بدا عليها الانهيار والعجز التام في ترقيع المشاكل والأزمات التي تواجهها يوميا وأخرها الانشقاق السابع في تاريخ الحزب الذي يقوده عضو مجلس شورى الحزب محمد باقر الناصري باسم الدعوة ويضيفون اليه (تصحيح المسار) مع ما يتراكم من مشاكل امنية وسياسية واقتصادية وخدمية وأخلاقية. تصريح الجعفري ونبوءته بمصير المالكي الذي قال فيه انه مشابه لمصير مرسي تصريح جريء وشجاع تجاوز فيه كل الحدود والعلاقات ومزق فيه ثوب الشفافية وفسيفساء التحالف الوطني الذي اصبح عنوانا واسما ليس له اثر في عالم الوجود بعد ان تفرد المالكي بالقرار دون ان يسمح لغيره بمشورة او راي . وما توقعه الجعفري للمالكي اقرب ما يكون للواقع وهو رؤية لا يختلف عليها اثنان من غير اصحاب مختار العصر لان الجميع باستثناء من ذكرت يعلمون ان المالكي سيكون عليه الاجابة على كثير من الاسئلة المهمة والمصيرة والخاصة باستهانته بالدم العراقي وهدر المال العام وخرق الدستور والتجاوز على الصلاحيات مع ما يحتفظ به الاخرين من سهام ستطلق على المالكي في الوقت المحدد. ان ما رافق فترة حكم المالكي طوال السنوات الماضية وخاصة في فترة حكمه الثانية من اشكاليات وتجاوزات للقانون وهدر للمال العام وتستره على المجرمين وتفسير واطلاق القوانين وفق الطريقة المالكية ستكون كفيلة بتجميع عشرات الملفات التي توصله الى ابي غريب وليس الى ابي زعبل او سجن طرة. اعتقد ان الجعفري لم يكن قاسيا كثيرا على المالكي فيما توقعه له من مصير مشابه لمصير مرسي عندما راعى في هذا الوصف حق الصحبة والزاد والملح لان الواقع يقول ان المالكي سيكون مصيره اسودا جدا واسوء مما توقعه له الجعفري.
مقالات اخرى للكاتب