ضرب الإرهاب بغداد وعدد من المحافظات مجددا وبكل اريحية وعلى مدى يوم كامل ليخلف وراءه العشرات من الشهداء والجرحى وليساهم بزيادة جيش الارامل والايتام والمعاقين دون ان تتمكن الاجهزة الامنية المتهرئة بالوقوف بوجه هذا الغول او النيل منه او حماية الضحايا الابرياء او القوات الامنية التي نالها نصيب وافر من هجمات اليوم. والحديث عن مقدرة الاجهزة الامنية في صد الهجمات الارهابية او الدفاع عن الابرياء اصبح حديثا عقيما ومبتذلا ومخجلا في نفس الوقت لان المنطق والعقل يقران بخلاف ذلك لان هذه الاجهزة عاجزة عن حماية نفسها فكيف تتمكن من حماية غيرها. وقد يكون احد الاسباب الرئيسية لمثل هذا التهاون والابتذال واسترخاص الدم العراقي من قبل القوات الامنية هو عدم وجود حساب للمقصرين من قبل الجهات العليا ولان هذه الجهات"اي العليا" عاجزة عن فهم الادوار والمهمة التي يفترض ان تقوم بها وبالتالي فان غياب الرادع والرقيب ساهم بحدوث حالة من التراخي والتهاون من قبل منتسبي هذه الاجهزة. ولا يمكن باي حال من الاحوال قراءة التدهور الامني بمعزل عن عدم تعين وزراء الداخلية والدفاع والامن الوطني وان تكريس هذه الصلاحيات والمهام بيد شخص واحد وهو القائد العام للقوات المسلحة قد اضاع عليه الخيط والعصفور وتسبب بتراجع الوضع الامني الى حالات مرعبة. ان حدوث الخرق الامني اليوم رغم وجود خطة امنية كما اشيع استعدادا للانتخابات يمثل منتهى الانكسار لمثل هذه الخطة وياكد بما لا يقبل الشك ان كل ما يقال عن خطط امنية لا يتعدى زيادة السيطرات وقطع الطرق بينما تبقى الخطط الاستراتيجية والمناورة والجهد الاستخباري والضربات الاستباقية احلام اضغاث لا يمكن الوصول اليها مع وجود هذه القيادة وهذه الأدوات البائسة. ان القائد العام للقوات المسلحة يتحمل المسؤولية كاملة بكل ما يجري من استهداف واسترخاص لدماء الابرياء ومن العار ان يتحمل رجل كل هذه الاهوال والمأسي من اجل ان يبقى بكرسي الحكم وشعبه يهان ويقتل وتتمزق اشلائه ولا اعتقد ان ما جرى اليوم كان سميثل صدمة للقائد العام للقوات المسلحة ويجعله يلغي حملته الانتخابية التي يحاول من خلالها تحقيق الاغلبية السياسية بينما تتناثر اشلاء الابرياء لانه ادمن لعبة الانهزام وصنع الازمات وقفز على بلاهة الكثير وغبائهم. لا اعتقد ان المالكي سيقطع حملته الانتخابية ولو فعلها لكان خيرا له لانه وصل الى مرحلة اصبحت فيها ارواح الناس لا تعادل شيئا له وان وجوده واستمراره يفوق كل التضحيات لهذا فان مقتل مئة ومئتين وثلاثة ليس مهما طالما بقي المالكي . اشفق كثيرا على اولئك الذين يربطون بقاء الشيعة في العراق ببقاء المالكي الذي لا يهمه غير حكمه.. في حين ان هذا البقاء يتسبب يوميا بقتل العشرات من الشيعة وربما سياتي يوم قد لا تجد احدا غير المالكي !!.
مقالات اخرى للكاتب