العراق تايمز: وكالات..
كشفت وثائق عراقيّة، صادرتها المخابرات الأمريكيّة، وتحديدًا وكالة المخابرات المركزيّة (CIA) النقاب عن تصريحات أدلى بها الرئيس العراقيّ المخلوع صدام حسين وعدد من مساعديه ومستشاريه آنذاك.
ولفت المحلل للشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة "هآرتس"، أمير أرون، إلى أنّ الوثائق التي تمّت مصادرتها لم تترجم حتى الآن للغة الإنجليزيّة، ولكن المخابرات الأمريكيّة قامت حتى الآن بترجمة قسم صغير منها، لافتًا إلى أنّ التشديد على تصريحات الرئيس المقبور صدّام والمستشارين عقب الهجوم الإيرانيّ على الفرن الذريّ العراقيّ في الفاتح من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام 1980، والذي تبعه الهجوم الإسرائيليّ في شهر حزيران (يونيو) من العام 1981.
ويُستشف من البروتوكولات السريّة، كما جاء في الصحيفة، أنّ المقبور صدّام شكّ بادي ذي بدء في أنْ تكون إسرائيل هي التي نفذّت الهجوم الإيرانيّ. وبعد الهجوم، أمر الرئيس العراقيّ بتحصين المفاعل الذريّ العراقي بـ10 ملايين كيس رمل، حيث أقام بواسطتها سدًا كبيرًا يصل ارتفاعه إلى 30 مترًا، أمّا عرضه فوصل إلى 20 مترًا.
علاوة على ذلك، قال المستشارون للمقبور صدّام إنّ حفر قناة حول الفرن الذريّ من شأنها أنْ تساعد في امتصاص الضربة، ولكن الحفر تحت الأرض من شأنه أنْ يؤدي إلى مخاطر على الفرن نفسه.
ولفت الصحافيّ الإسرائيليّ إلى أنّ الوثائق العراقيّة تمّ استخدامها من قبل المخابرات الأمريكيّة لتعقب البرنامج النوويّ الإيرانيّ، وقامت الـCIA بإعداد تقرير، دون ذكر اسم المؤلف جاء تحت عنوان: التجسس العراقيّ وراء البرنامج النوويّ الإيرانيّ بين الأعوام 1980 وحتى العام 2003. وتبينّ من الوثائق أنّ المخابرات العراقيّة تمكّنت من تجنيد إيرانيين رفيعي المستوى لتزويدها بمعلومات عن البرنامج النوويّ الإيرانيّ.
وجاء في التقرير الأمريكيّ، أنّ المخابرات العراقيّة علمت عن وجود مفاعل أراك وناتنز في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، أيْ قبل أكثر من 10 أعوام من قيام المعارضة الإيرانيّة بالكشف عنهما، كما أنّ المخابرات العراقيّة جمعت معلومات هامّة وقيّمة عن البرنامج النوويّ الإيرانيّ، بفضل اجتهادها ومهنيتها، على حدّ قول التقرير.
وجاء أيضًا أنّه قبيل بدء الحرب العراقيّة الإيرانيّة عام 1980، والتي استمرت 8 أعوام، لم تهتّم بغداد بالبرنامج النوويّ الإيرانيّ، ولكن مع بداية الحرب ارتفع عدد العاملين في المخابرات العراقيّة بتعقّب برنامج إيران النوويّ إلى 2500 عنصر. وبرأي وكالة المخابرات الأمريكيّة، أضاف المحلل الإسرائيليّ، فإنّ المخابرات العراقيّة عملت بمهنية، وتمكنّت من تجنيد عملاء إيرانيين، كانوا يعملون في البرنامج النوويّ الإيرانيّ، الذين قاموا بتزويدها بمعلومات عن تقدّم المشروع وعن أهدافه، ولكنّ المخابرات العراقيّة فشلت في إدخال أيّ عميل من قبلها إلى دوائر صنع القرار في طهران، في كلّ ما يتعلّق بالبرنامج النوويّ، كما جاء في التقرير الأمريكيّ.
ولفت التقرير أيضًا إلى أنّ المواد التي حصلت عليها المخابرات العراقيّة من عملائها أكدّ لها أنّ هدف إيران من محاولة إنتاج الأسلحة النوويّة مكون من مثلث:
إحباط أيّ محاولة أمريكيّة للتدّخل في منطقة الشرق الأوسط
مواجهة الدولة العبريّة
وتأسيس قوّة ردع إسلاميّة.
وبعد أنْ اطلع المقبور صدّام على الوثائق تبينّ له أنّ هدف إيران هو دفاعيّ وليس هجوميًا، وأنّ إيران هدفت لتعظيم اسمها والتحوّل إلى دولة عظمى. وجاء أيضًا في التقرير الأمريكيّ، الذي اعتمد على الوثائق العراقيّة، أنّ الملحقين العسكريين العراقيين في جميع أصقاع العالم عملوا على تجنيد عملاء لجمع معلومات أكثر عن البرنامج النوويّ الإيرانيّ، وتحديدًا في القارّة العجوز، وفي دول أخرى مثل الأرجنتين، الصين، فرنسا، ألمانيا، المكسيك، كوريا الشماليّة، باكستان وسويسرا، كما أنّ الملحقين العسكريين العراقيين في كلٍّ من بون، اسطنبول، لندن وروما باشروا بعملية مشتركة لتجنيد موظّف رفيع المستوى في وزارة الزراعة الإيرانيّة، والذي كان يتمتّع بصلات قربى مع أركان النظام الحاكم في طهران، وفعلاً نجحت العملية، وتمّ تجنيده والحصول على معلومات هامّة عن برنامج إيران النوويّ.