عم هي كذلك وإلا فلا ...فالعابد الذي لا يتصف بروح المدنية فإن عبادته بلا معنى وبلا مغزى!وهذا ما عبرت عنه الشريعة بالقبول ، ﻷن القبول أعلى درجة من اﻹجزاء...وكذلك أن من يدعي التحلي بروح المدنية من دون عبادة مخلصة فهو متوهم!!إن من المؤسف جدا أن تضيع الحقيقة بسبب تطرف الكثير من العلمانيين والمتدينين!..فالتطرف دائما يصيب العقل بالشلل ويملئ القلب بالحقد...وبطبيعة الحال فإن إدراك الحقيقة لا يتم إلا من خلال العقل والقلب ، فإذا تلوث العقل والقلب بالتطرف والتعصب سوف لن يصل اﻹنسان الى الحقيقة وسوف لن يجني الا الجهل واﻷوهام.ومما يؤسف له كثيرا أننا حينما نتكلم عن الدين والعبادة والمدنية والمواطنة نشعر وكأننا نتحدث عن أفكار متناحرة ومفاهيم متضادة، فهذا الشعور الخاطئ هو نتيجة طبيعية للجهل والتطرف الذي هيمن على كل جوانب حياة الانسان..وقديما قالوا إن الناس أعداء ما جهلوا..!إن الذي يبتعد عن الجهل والتطرف سوف يتحرر عقله وقلبه وستنطلق روحه محلقة في سماء الحقيقة والمعرفة..وهذه هي الحرية التي يريدها الله لنا، ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال العبادة المخلصة...ومسك الختام لهذا الكلام ما قاله السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) في تعليقته على كتاب الفتاوى الواضحة الجزء الثاني/الحج والعمرة/ في هامش صفحة 411 حيث جاء فيها ما نصه:(( إذا عمرت الروح عمرت المدنية ، ولا مدنية مع الروح الخاوية والاخلاق الضاوية والظلم المستشري بالنفس واﻵخرين، فإن وجدت فهي (حجة) ضد أصحابها وستسلب النعمة يوما ما )) إنتهىوكان هذا تعليقا على كلام السيد الشهيد محمد باقر الصدر في متن الكتاب حيث جاء فيه ما نصه:[[ (1) الحج من العبادات اﻹجتماعية ، ذات المغزى العظيم روحيا ومدنيا،...]]انتهىوالمحصلة أن المدنية لا تعمر إلا إذا عمرت الروح ، والروح لا تعمر إلا من خلال العبادة الحقيقية المخلصة.
مقالات اخرى للكاتب