العراق تايمز: كتب اسعد عبد الله عبد علي
مريم, طالبة جامعية جميلة وبريئة جدا, تحب أن تساعد الكل, كان كل همها أن تتفوق وتحقق الدرجات الكاملة, دوما تتباهى بوالدها وتعشق فكره وإنسانيته, فقد أحسن تربيتها, فكانت شجاعة عفيفة, إلى أن صادفت شاب في الكلية, كان يتودد لها كثيرا وهي مستمرة بصده, لكنه لا يتعب ولا تهتز كرامته, كل يوم يأتيها بشي معبرا عن حبه لها, وانه يريدها بالحلال زوجة, كانت تتسلح بعزة النفس, لكن كانت صديقاتها يعاتبنها على سلوكها الغريب.
إلى رضخت إلى نداء الحب وجلست معه, وأصبح من المعتاد أن يكونا معا يوميا داخل الحرم الجامعي, لكن الحب الجامعي لا يعرف الحدود.
انتبهت مريم بعد شهرين إلى نفسها, وجدتها فتاة أخرى وليست مريم القديمة, ألان تعيش قصة حب غير بريئة, فهو يقبلها ويمسكها, ويلح بان يخرجا معا, وهي تكاد ترضخ لطلبه, وأخيرا وافقت على الخروج معه, وما أن خرجت من باب الكلية حتى رن هاتفها, كان المتصل أمها على غير العادة! لتخبرها بتعرض والدها لحادث, فانفجرت بالبكاء, شعرت بأنها تخون أباها, وكادت أن تلوث تاريخ عائلتها, بكت كثيرا وشنع عليها زميلها, بل وأطلق ألاف الشتائم بحقها لأنها عكرت مزاجه, تركته للأبد, وقررت أن تعود إلى مريم القديمة, وأسرعت بالعود, مريم اليوم تفكر دوما بابيها واسم عائلتها قبل الشروع بأي أمر.
قصص الحب في الجامعات تحولت اليوم لعلاقات محرمة, اغلبها يكون الهدف منها الجنس او التباهي او التسقيط.
● الأعلام اثر بشكل مخيف
الأعلام اثر بشكل مخيف على الأجيال الجديدة, فالقنوات الفضائية تبث مسلسلات تركية وعربية تروج للخطيئة, فتجعل من الجامعة واحة للانغماس بالشهوات, ولا ترسم الحب بصورته العذرية, بل تجعل المجنون والحب حالة واحدة, وتجمل وتبرز حتى العلاقات بين المحارم, وتجعل صورة خيانة الزوجة في صورة شيقة وجميلة, وتجعله كحق أنساني, والبث يكون بشكل مركز ويومي, مما جعل الجيل الجديد تحت مؤثر يومي, يخلق قناعات داخل النفس, بعضها غير معبر عنها صراحة لكن الفعل ينسجم معها.
من جهة أخرى غياب أي دور عائلي في عملية تنظيم المشاهدة, وتنظيم متابعة ما تشاهده العائلة, ساهم كثيرا في أزمة طلاب الجامعات, حيث ترك الأمر للفوضى والتي لا تنتج الا عاصفة مخيفة.
● تأثير ثورة الاتصالات
يمكن عد ثورة الاتصالات العام المهم في الانحرافات السلوكية اليوم, حيث تكون أداة سهلة للخطيئة, أن ثورة التكنولوجيا والطفرات المخيفة, وخصوصا برامج التواصل الاجتماعي, من قبيل الفيسبوك والفايبر والواتساب والانستغرام, فجعلت من العالم قرية صغيرة, سهل عملية التواصل مع الغرباء, وكسر قيم العائلة السابقة, فبرامج الانترنيت للمحادثة يصعب مراقبتها, وحولت الواقع إلى عالم ماجن, مما اثر على سلوكيات الجيل الجديد.
وهذا يحدث بتشجيع من قبل الأعلام بصورة الحرية الشخصية, وأحيانا شعارات تطلقها المنابر تحت عنوان الحق الإنساني, ولا يتطرق هؤلاء لمسالة الشرف والكرامة والكذب, لأنها أساس هذا الفعل فيتم السكوت عنها.
مكاسب التكنولوجيا وجدت لسعادة الإنسان وهذا يعتمد على الاستخدام الايجابي لها, وهو ما يغيب عن فئة الشهوات.
● ضعف رقابة العائلة
الخلل في بناء العائلة يمكن تشخصيه, بأنه ضعف في رقابة الآباء لبناتهم وأولادهم, وتساهلهم الغريب مع ما يلاحظون عليهن من تغير وسلوكات هجينة, والبعض يحسن الظن دوما فلا يراقب بناته, مما جعل الأمور تفلت وتسير بمنحى مخيف, عبر علاقات تهتك شرف البعض, وتخلق للمستقبل رجال متهتكون فاسدون, ونساء غير بريئات, وبعضهن يصل لمستوى العواهر, مما يعني أننا أمام مشكلة اجتماعية يخلق الانفلات داخل الحرم الجامعي.
يجب أن يركز الأعلام في الإشارة لأهمية الرقابة الأبوية, في المسلسلات التي يبثها, بالاضافة أن أهمية عودة الحياة لمؤسسات المجتمع المدني فلها دور مهم في رفع وعي المواطن.
● أدارة الجامعات هي السبب
المسئول الأول في هذه القضية هي إدارات الجامعات, حيث تتساهل مع التصرفات البعيد عن الأخلاق, ولا تحاسب من تجدهم بأوضاع جنسية إلا بالتوبيخ, مما جعل فئة من الطلاب تتجرا وتتمادى في فعل كل قبيح, أن سكوت أدارة الكليات والجامعات عن القضية, يجعل منها شريك بكل انتهاك لشرف العوائل, يجب أن تعمد إلى إجراءات فعالة, للحفاظ على شرف العوائل العراقية.
● الختام
دعوة لكل شاب وشابة جامعي, الحياة الجامعية لا تعني الخلاعة والفجور, والدراسة لا تبيح المحرمات, وتذكروا دوما أن من يهتك أعراض الناس يهتك عرضه, كقانون كوني لا يقبل التغيير.