عندما تقرأ ( الإعلان العالمي) لحقوق الإنسان نتفاجأ بأننا كنا نعاديه بإسلام المذاهب لا إسلام الله. والواجب على الباحثين المسلمين الأحرار أن يقرؤوا هذا الإعلان ويؤصلوه شرعياً من القرآن الكريم وليس من إسلام المذاهب وسيجدونه إسلامياً صرفاً. هذا البيان العالمي لحقوق الإنسان يحتاج إلى أن يقوم كل أصحاب دين وثقافة بتوسيعه وتحقيقه على الأرض، بل واكتشاف حقوقاً أخرى لم ينبه إليها.
المادة الأولى:
(يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وُهبوا العقل والوجدان، وعليهم أن يعاملوا بعضهم بروح الإخاء).
هذه مثلاً تحتاج إلى تأصيل شرعي حتى يقتنع بها المسلمون لأن الثقافة المذهبية قد رسخت فيهم عكس هذا تماماً فكيف يتخلصون من الثقافة المذهبية؟
هذه الثقافة المذهبية لا يستطيع العامة أن يدفعوها، العامي أو الشاب مثلاً سيكون مضطراً إلى النفاق أو الكفر أو التطرف إزاء هذه المادة لماذا؟... لأن المذهب وليس الله ولا النبي، لأن التاريخ وليس الله ولا النبي، لأن السلطة وليس الله ولا النبي، قد أخبروه بأن الناس لا يولد جميعهم أحراراً فلابد من جهد علمي ( إسلامي) قوي لتأصيل هذا الحرية من القرآن، تأصيل الحرية من القرآن، تأصيل حق الاختيار والعيش الكريم ...الخ .. المذهب لن يفعل.
المذاهب هي من تمنع من اكتشاف الإسلام الأول الذي فيه هذه الحقوق وأكثر منها وأعمق المذهب يخيرك بين النفاق أو الإلحاد أو التطرف فقط اعطيكم رابط كتابي (حرية الاعتقاد في الكتاب والسنة).
http://goo.gl/iB5AV
كنموذج من إسهام أحد المسلمين في تأصيل حرية الإعتقاد شرعياً .
حقوق الإنسان ما تحتاج إلى كثير تنظير الموضوع يحتاج إلى:
1 - قلب سليم ( ضمير حي).
2 - وعقل يحسن وزن الأمور.
والأمران قد أعطاك الله فلا تعطلهما...
خذ أبغض شخص تعرفه في هذه الدنيا ثم اسأل: أليس لذلك الشخص حق في أن يعتقد ما يراه صواباً؟ دع اعتقاده له، وأشركه في الواجبات التي عليك وعليه سأحاول تقريب ( حق الحرية) بمثال : تصور نفسك أنك وعائلتك في جزيرة ثم وجدت عائلة أخرى من دين أو مذهب آخر هل ستعمل على قتلهم أم التعاون معهم؟.
لو استشعرت الموقف تماماً ستقول: بل سأتعاون مع تلك العائلة ونتفق على كيفية مواجهة الجوع والخوف في هذه الجزيرة ... إذن فعمم هذا على كل الناس تصور أنك سلفي مغالي يكفر الشيعة أو شيعي مغالي يكفر السلفية ثم كان ذلك السلفي أو ذلك الشيعي في تلك الجزيرة ماذا سيكون العمل؟ أليس التعايش؟.
حاولوا أن تفكروا أن الآخر معه مشاعره وقناعاته وعقله وتراثه وتربيته وأطفاله .. الآخر مثلك تماماً... يحب أن يعيش وينتظره أطفاله مثلك. دعه يعيش .
هذا المعنى الفطري هو إسلامي لذلك لم يفرض الله عقوبة إلا على مرتكب الجناية فقط من قتل أو سرقة أو زنا أو قذف ...الخ، (لا عقوبة على الأفكار).