على ألانسان أن يعيش من أجل شيء ما مهما بدا هذا الشيء تعيساً او سعيداً .
لا يمكن أن يسير ألانسان بعبثيه لابد أن يحدد هدفه وهدفهُ أما يكون نبيلاً أو شريراً ، لايهم ، مايهمني الاتباع في كلا الحالات !
التجرد لايمكن حصولهُ للأنسان مهما أضحى واقعياً ومثقفاً وعالما أذ مايحدد طريقة نتاجهُ الفكري هو الاستلهام في ألاول وألاخير من المجتمع وهذا ألاخير بدوره يحدد طبيعة الافكار بألاعتماد على مدى سعادته وتعاسته ايضاً ! أقولها وبصراحة أن قوى الشر أقوى من قوى الخير بألاعتماد على النتائج في كافة ألاتجاهات وهذه هي الحقيقة الواقعية بعيداً عن الديانات ألاسطورية ؟
واذا تم تحقيق النصر لقوى ألخير ستكون مهداة من قبل قوى ألشر على أثر ضعف ألاخير أبان حكمهُ لفترة غير قليلة !
سرعان مايعيد نشاطه ويفرض سيطرتهُ بمسك زمام ألمصالح وتسييرها لنفسهُ لفترة غير قليلة أيضاً، هذه هي فلسفة الحياة ألبقاء للأقوى مهما بدى ألاقوى نبيلاً اوشريراً ،ومن دعاة المجتمع القوي لوناً وعرقاً والذي لايجد فيه الضعيف مكاناً سوى أن يتعرض للأبادة والتسوية أو الهجرة الاجبارية ، أي المجتمع القوي بكل المقومات ألتي تتيح لهُ البقاء والسيطرة والنفوذ ، بألاساس صاحب هذه الفكرة هو الفيلسوف الالماني نيتشه وعلى أثر هذه الفكرة ، او بألاحرى من أقتنع بها أدت ألى ظهور الحركة ألنازية في ألمانيا ، كذلك ظهور حركات أخرى بنفس ألنهج تحت عناوين ومسميات مختلفة، ولاقت هذه الفكرة صدى واسعاً عند صانعيّ الثورات وحاصديّ أرواح ألشعوب ومن مسهُ جنون العظمة أمثال هتلر وماوتسي تونغ ، وللاخير قول شهير بهذا ألخصوص ( أذا ماكنا عظماء بما فيه ألكفاية حتى ننهي سيطرة ألاله علينا، ألا نصبح نحن أنفسنا ألالهة ، ببساطة لأننا جديرون – فيما يبدوا- بذلك)! ولأننا في هذا الوقت بالتحديد لا يخلو العالم من قوى مسيطرة وذات نفوذ يمكنها من حكم ألعالم مرةً أخرى بمجتمع يترك أنطباع أنهُ ألافضل وعلى كافة ألاصعدة أي أدارة عليا متنفذة تقود العالم ولايمكن ألتفاوض معها ألا في حالة القبول لكل ما تطرح من اراء ولاتواجه بالرفض مطلقاً ، وهذه ألاراء ستكون في الاول وألاخير تسييراً لمصلحتها أيضاً !وهذا القطب بالتحديد هو ألولايات ألمتحدة ألامريكية والقطب الثاني هو العالم كون الولايات ألمتحدة ألامريكية هي من تتحكم بألاقتصاد ألعالمي والمسيطرة على روافد ألبترول ، ويلخص لنا الكاتب العربي الراحل عبد الرحمن منيف الفوائد التي تجنيها ألولايات ألمتحدة ألامريكية من ألعرب بالتحديد في أربع مراحل وهي كالاتي:
1- أمدادات ألنفط بمقادير كافية وبأسعار مناسبة ، وهذا ألمصدر لاغنى عنهُ ولا يمكن أستبداله بغيره خلال هذه الفترة ألمنظورة، يجب أن يؤكد عليه كعنصر أساسي في هذه ألعلاقة ، لأن قوة الولايات ألمتحدة ورفاهيتها تتوقفان على وجود هذا ألمصدر ، وبالتالي لابد أن يؤخذ بعين ألاعتبار في تحديد طبيعة العلاقة بين ألطرفين.
2- ألاسواق ألكبرى ألمفتوحة أمام بضائع الغرب وخصوصاً امريكا دون قيود والتي تجعل من ألمنطقة ألعربية واحدة من أهم ألاسواق وأوسعها نظراً للوفرة ألمالية التي تمتلكها وزيادة السكان والحاجة ألماسة ألى أنواع كثيرة من السلع والخدمات والتي يؤمنها الغرب بالشروط التي تلائمه وبأقل قدر من المنافسة.
3- المشتريات الكبيرة والمتزايدة للسلاح اذ تعتبر ألمنطقة العربية من أكثر ألمناطق أستيراداً للسلاح لأسباب وأعتبارات عديدة ، ممايساعد الغرب على حل مشكلة البطالة عنده ومواجهة ألازمات ألاقتصادية والاجتماعية ، خاصة وأن ألمشترين يدفعون سلفاً.
4- ألودائع المالية ألموجودة في الغرب والتي تزيد عن ألالف مليار دولار ، وألموظفة في حقول يحتاجها الغرب لدعم عملاته وبورصاته ولتحريك أقتصاده.
في ظل هذه ألسيطره ألمخيفه والعملاقه كيف نواجه هذا ألتحدي ألقاهر !
سوف أتكلم بهذا ألخصوص بلسان حال عراقي ماالذي ينبغي فعله تجاه هذا الوضع ، أذ أن ما أوصلنا لهذه ألحالة أو ألمسبب لها هي ألولايات ألمتحدة ألامريكية ، وأمريكا لايرضيها أستقرار ألبلد كذلك أيران أذ أن ألمصالح مشتركة وهذه حقيقة يجب مواجهتها ، ومواجهة هكذا تحدي خطير يحتاج لعدة عوامل أبسطها ، ألوحدة ألوطنية والتضحية والاتفاق في أتخاذ اي قرار ، وهذا للأسف لم يحدث !قد يقول قائل أن وجهة نظري سوداوية ولاتمت للواقع بصله ، فليخبرني ما هذه التناحرات وعلى المستوين وهما ما اقصد؛ألمستوى ألاول الحكومي أي نظام الدولة ألقائم حالياً ومايدور داخل الكتل السياسية الحاكمة والتي لاتفكر بأي شيء بأستثناء المحافظة على البقاء اي بقاءها هي داخل اطار المناقصات ألمالية العملاقة وهذه المناقصات هي من تبقيهم داخل هذا الاطار نفسه أي مايفعلونه حالياً ألانغلاق التام على الرأي العام للمجتمع وبقائهم ضمن دائرة صراعيه تعيد نفسها بنفسها .المستوى الثاني هو ألشعب والذي لايعرف ماذا يريد أيضاً ؛ على سبيل المثال المطالبة بالاصلاح في حين هناك اراء ان هذا الوقت غير صالح للمطالبة بالاصلاح باعتبار ان البلد يمر بحالة استثنائية وهذه ايضاً مشكلة معرقلة لنمو الاوضاع بمستواها الطبيعي اذ تتشكل دوائر داخل افراد المجمتع شبيهة بالتي تشكلت بالمستوى المذكور اعلاه !
في النهاية الحل موجود داخل كل فرد وهذا الحل عبارة عن خطوات أيضاً يمكن تلخيصها بما يأتي:
اولا ان يتنازل الفرد عن أنتمائات يكنها لأي حزب حاكم والشعور بالتجرد من كل المعوقات التي تؤثر سلباً على تفكيره حتى يدرك مدى خطورة الوضع بالتكتلات .
ثانياً الوطن فوق المعتقدات ،، بأعتبارنا مجتمع متعدد الطوائف.
ثالثاً عدم أستثارة العاطفة لأي تصريح عرقي او مذهبي
رابعاً واخيراً عراقيتنا فوق كل المسميات ، وبهذا سنكون على ألاقل متحررين فكرياً ونمتلك أتخاذ القــــرار مهـــــــما بدا غامضاً .
مقالات اخرى للكاتب