الصلاة في البيت لاأحد يعير لها أية أهمية وسعرها لايتناسب مع الجهد الذي يبذله المصلي والحديث هنا عن السعر السياسي أما ثمنها الرباني فهي تعتبر من أفضل الصلوات عند الله لأنها خالية من أي تصنع ورياء , أصحاب هذه الصلاة لم نشم منهم رائحة الطائفية ولهم مني كل الإحترام والتقدير
يتعرض العراق في هذه الأيام الى أخطر مرحلة تكاد تكون نتائجها مساوية الى نتائج الحرب الأهلية وإلا ماذا نقرأ في إستشهاد أكثر من ألف مواطن عراقي خلال شهر واحد ! هذا الرقم يدل على إن هنالك أزمة وهنالك من إفتعلها , ليس لدينا شماعة نعلق عليها إفتعال الأزمات وذلك لمرور عشر سنوات وهي كفيلة بمعالجة كل القضايا , لم يبقَ في العراق من مفتعل حقيقي سوى الحكومة ؛ بسبب ممارساتها الفاشلة والتي فشلت في تحقيق أي هدف من أهدافها لابد للشعب أن يخرج متظاهرا ومطالبا بإسقاطها
بإمكان الحكومة أن تتهم شخص أومجموعة أشخاص بأنهم يعملون مع الإرهاب ويتلقون الدعم من دول الجوار ولديهم مشاريع خبيثة لكن أن تتهم أغلبية الشعب بتهمة الإرهاب فهذا ليس من حقها , هذا يعني إن هنالك خللا كبيرا في الحكومة وليس في الشعب
معالجة الحكومة لأزمة العراق جاءت بطريقة إسلاموية لاتمت بصلة لمحور الصلاة الحقيقة التي تحدثنا عنها ؛ لقد أمرت حكومتنا بإجراء صلاة موحدة بين السنة والشيعة ولاأعرف من هو الذي يأمر بالصلاة هل هو الله أم المالكي ؟
المصلون في الصلاة الموحدة يصلوا لأجل المالكي وليس لأجل الله وهم يستلموا أفضل الحقوق مقابل تلك الصلاة , الكل يتهم الأسلامويون بأنهم يستخدمون الدين لمصالحهم الشخصية وهم من أبعد الناس عن الدين , فهؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بصلاة الجمعة الموحدة لايمثلونا ويحق علينا أن نطلق على صلاتهم تسمية "الصلاة المأجورة " فأنا لم أشاهد أن هنالك صلاة قامت الدولة بحمايتها مثل هذه الصلاة ؛ فكم جامع وكم حسينية وكم كنيسة تم إستهدافها وتفجيرها تحت أنظار الحكومة ؟ لماذا تحمي الحكومة هذه الصلاة وتترك الجوامع الأخرى عرضة للإستهداف ؟ الجواب لأن هذه الصلاة تصب بمصلحتها
ماكان لهؤلاء أن يحضروا لتلك الصلوات بدون مقابل ؛ أنهم أتفقوا على مكاسب مالية وسياسية سوف يستلموها بطريقة الكاش او بصيغة المشاريع أو مقابل السكوت عن الملفات التي تجيد الحكومة لعبها
لوساهمت هذه الصلاة بوقف نزيف الدم العراقي لوقفنا معها ؛ لكن أن تستخدم كورقة للضحك على الشعب فهذا الشيء معيب لابد من الوقوف بوجهه .
لو نجحت صلاتهم في التقارب المذهبي بين السنة والشيعة فماذا تعمل للمسيحيين ومكونات الشعب الأخرى وماذا تعمل للعلمانيين والليبراليين ؟ على حكومتنا أن تعترف بتخبطها وفشلها وعجزها وعليها أن تعترف بقيامها بحلول ترقيعة ذهب ضحيتها أموال الشعب وأرواح مواطنيه .
مقالات اخرى للكاتب