عندما حدثت الأزمة المالية العالمية أصبحت دول العالم الغنية و الفقيرة تتسابق لجلب رؤوس الأموال و ذلك بتقديم تسهيلات مغرية لا مثيل لها و تناسب الكثيرين
ففي بريطانيا قررت الحكومة بقبول أي عائلة يكون رب الأسرة فيها يحمل مبلغ مائتين ألف جنيه و يصبح مستثمر و يحصل على حق الإقامة و بعدها الجنسية البريطانية و حلما يدخل إلى البلد يحق له أن يحصل على الرعاية الصحية له و لكل أفراد اسرته مع التعليم المدرسي المتميز و في أمريكا يكفي أن تتنقل بين ولاية و أخرى حتى تكتشف طرق الاستثمار فمكاتب الاستشارات الاستثمارية و مكاتب المحاميين سوف توفر لك النصيحة الجيدة و تختصر عليك الطريق لكي تنطلق إلى الإمام و كذلك ما عليك سوى أن يكون لديك اتصال بشبكة الانترنيت في وقتنا الحاضر لكي تطلع على قوانين و ميزات الاستثمار في مختلف دول العالم من دون أن تشعر بالتعب و الارهاق من أجل البحث عن المعلومة الصحيحة.
أما نحن في العراق فمع الأسف نتحدث كثيرا عن الاستثمار و لكننا لم نقدم أي شيء للمستثمر العراقي أولا لكي ينقل تجربته لكل العالم و يشجع الأخرين لكي يأتوا إلى العراق فالعمل المصرفي يكاد يكون معدوم لأن البنوك و المصارف تستخدم فقط لإرسال الأموال إلى خارج العراق و ليس من أجل حفظ الأموال أو الاستثمار أو من أجل شراء العملات الأجنبية كالدولار الأمريكي و الذي يحتل مكانة مهمة في السوق العراقي و بعده بقية العملات الاجنبية و كذلك لنفس الإستخدام و هو من أجل إرساله إلى الخارج و سبب ارسال الأموال ليس من أجل جلب البضائع و تحريك عجلة الاستيراد و التصدير بل من أجل الذهاب من دون رجعة لكي تستقر في دول الجوار أو الدول الأوربية .
أما المعاملات فيكفي أن اذكر أن معاملة استخراج جواز سفر جديد يأخذ على أقل تقدير مدة شهرين في أفضل الحالات و لكم التقدير كيف سوف تكون المعاملات التجارية في دوائر الدولة المختلفة .
و موضوع الخدمات فكيف نقدم نموذج مشرف و التيار الكهربائي متقطع في العاصمة بغداد و في بعض المحافظات اكون لست بمبالغ بأنه معدوم فكيف سوف تعمل المصانع و المنشآت و كيف سوف يتم حفظ المنتجات.
و لنتحدث الآن عن الناحية الأمنية فدعونا نتنقل بين الأخبار اليومية لنكتشف بأن الجهات الارهابية تأخذ ""رشاوى""بين فترى و أخرى من المحلات الصغيرة قبل الكبيرة و المهندسين و الأطباء و حتى من بعض الموظفين الكبار في دوائر الدولة من أجل تمويل هجماتهم القذرة و من يرفض أن يدفع لهم يكون هو أو عائلته الهدف القادم لا محالة فلذلك أرجو من الجميع أن لا نتحدث عن الاستثمار في العراق فنحن طاردين للإستثمار و محاربين لرجال الأعمال و الصناعة و نفتقر لكافة التسهيلات ما عدا القتل و الدمار فهنا يجب أن مطالب بأن أقول كلمة الحق فالجهات الارهابية توفره لنا بالمجان و من دون تعب و جهد .
مقالات اخرى للكاتب