تأخذ بعض القنوات الفضائية مصائب العراقيين فرصة سانحة للعمل وتغطية مساحات واسعة من بثها الاعلامي ليكون فيها الدم العراقي المراق من جراء العمليات الارهابية الكافرة مادتها المفضلة .. وتعطي صورة مغايرة لما يجري على ارض الواقع من جرائم.. وتقول تلك مقاومة... اية مقاومة واية مهنية يافضائيات الدم.
لقد اثبتت الاحداث الاخيرة من العمليات الارهابية الدموية في العديد من مناطق بغداد .. من هو مع الشعب العراقي .. ومن هو مع العراق الجديد؟ والتجربة السياسية فيه .. ومن هو ضد تلك وذلك؟ .. وقد اكدت بعض الفضائيات انها الصورة الاخرى او الوجه الاخر للارهاب الكافر والداعمة له اعلاميا وسياسيا وماديا ... فكيف لا وقد ظهرت في تلك الفضائيات وجوه رثة وكالحة معقدة ومشوهة يسيل الارهاب والدم من بين شفتيها على الفضاء وهي تتشفى بما جرى للعراقيين ومايجري للعراق الصامد من موت ودمار.
وعلى اعلامنا الحر الوطني باصالته الانسانية ان يعمل لكشف هؤلاء القتلة بعدما هم كشفوا انفسهم .. وعلى الفضاء مباشرة .. واذا لم تستح فافعل ما انتم على شاكلته لقد جندت اغلب دول الجوار العربي كل وسائل الاعلام بما فيها القنوات العربية لتصعيد اخطاء وعثرات هذه التجربة الصعبة .. بل ان قنوات معينة وواضحة ناصبت سوء تصرفها المعلن للعراق وشعبه في تجربته الديمقراطية الجديدة بعد سقوط النظام المندثر مطلع العام 2003.
من هذا الوجه الساطع بان العمل المهني الاعلامي والصحفي يتطلب ان تكون وسائل الاعلام حيادية في ابسط معرفيات الاداء الصحفي والتلفزيوني ... هذا من جانب القنوات الاعلامية العربية ولكن من جانب القنوات المحلية العراقية يجب ان يكون الوازع الوطني السليم والامين بحكم شرف المهنة الصحفية فوق اي اعتبار .لان القضية هي مصير وطن وشعب وتجربة ديمقراطية جديدة لا تتحقق بليلة وضحاها .. انها تحتاج كل الجهود والتضحية الوطنية من اجل النهوض بها .. من اجل الوصول المستقيم الى شاطىء الامان .. وهو الطريق الذي نعمل جميعا كشعب ورث التخلف والفقر والحرمان والقهر عبر عقود ظالمة..
لقد كشرت بعض القنوات الفضائية العربية عن انيابها المسمومة والمليئة بالزعاف القاتل بعد وقوع اية حالة ارهابية مجرمة .. والتي جندت بعض الفضائيات ساعات طوال من اجل تغطية الاحداث في العراق الشامخ .. ولكن بتشف وحقد .. وكأن الساعة قامت ..واذا بها تخرج بنحورها المظلمة كل حقد السنوات الماضية التي اسكتها صمود الشعب العراقي العظيم.. وكان لا بد للاعلام الحر ان يكون حياديا وانسانيا بل ومنطقيا في ابسط معرفيات العمل الصحفي والاعلامي .. وهي رسالة انسانية ووطنية كبيرة لا تقبل الشك والجدل..!
مقالات اخرى للكاتب