الخطأ يحدث مرة , شيء طبيعي مقبول
لكن أن يحدث نفس الخطأ مرتين وبنفس الطريقة , ولنفس الضحية والجلاد مع فارق الزمن , ما هو إلا حماقة مابعدها حماقة.
خطأ بتفسير , أم خطأ بتوظيف الاية الكريمة ( عفا الله عما سلف)؟
في المرة الاولى عندما وظفها الراحل عبد الكريم قاسم لجهة البعث المجرم ولصدام بصورة خاصة , دفع بعدها الشعب العراقي ثمنا باهظا لتفسير غير موفق , او انه لم يكن موفقا بالعفو عن جهة هي لاتستحق العفو اساسا.
وفي المرة الثانية بعد عام 2003 عندما طغت المجاملة الغبية على المشهد السياسي , ومرة اخرى (عفا الله عما سلف) وأعيد نفس الجلاد ليجلس على قبر نفس الضحية ولينتقم من احفاده .
انا متأكد ان العفو عند المقدرة من شيم الرجال الشجعان , لكن العفو لمن ؟ لوحوش كاسرة لاتعرف غير لغة الثأر والدم ,وإلغاء الاخرين والفكر المنحرف ,
لم يدفع شعبا ثمنا باهظا من اجل تفسير اية قرآنية إلا الشعب العراقي ومع نفس الجهة الا وهي البعث المجرم.
ولم تشاهد الانسانية كلها خصما مثل حزب البعث يريد ان يصنع من اجساد الضحايا اساس لبناء وطن ,
في المرة الاولى كانت خطأ في غير محله , لكن في الثانية هو خطأ متعمد دفعنا من اجله الدماء الكثيرة .
سادتي يامن بيدكم القرار ورقاب الناس , ارجوكم اجمعوا ملفات ووثائق ( مصالحاتكم الوطنية) و ( الشراكة بالوطن) و ( المحاصصة اللا اخلاقية) و (خيباتكم السياسية ) والقوا بها في صفائح القمامة , ولا تحزنوا على الاموال التي صرفت باسم هذه التفاهات ,فهي محسوبة على سؤ ادارة البلد , ولنحاسب انفسنا على الدماء الزكية التي سفحت منذ ستينات القرن الماضي ولغاية يومنا هذا بفعل خطأ تكرر مرتين , وذبحنا بسببه آلاف المرات , وبعدها دعونا نقرر ان كان الله ( سيعفوا عما سلف من جرائم)..
مقالات اخرى للكاتب