ايمن المهدي.
حالة من التباين الشديد تعيشها البرازيل وبالتحديد مدينة سلفادور بولاية باهيا ،فعلى الرغم من الأجواء الخيالية التي تزخر بها المنطقة المحيطة بستاد أرينا فونتي نوفا بقلب المدينة ، فإن الحال خارج هذه المنطقة يجعلك تشعر أن هذه البلد لا يوجد على أرضها الحدث العالمي الرياضي الأكبر في الكرة الأرضية .
الأجواء في منطقة بولورينيو أو الحي التاريخي القريب من الإستاد تعكس العمق الثقافي لهذه المنطقة التي تعد وجهة كل الجماهير التي تحضر للمباراة .
وعندما تسير في شوارع الحي التاريخي تشعر وكأنك في عالم أخر وسط حالة من البهجة والفرحة وأصوات الموسيقي المختلفة التي تخرج من كل مكان،ليس ذلك فقط بل إنك ستشاهد معرض فني مفتوح يتبارى خلاله أهل المنطقة في تزيين شوارعهم ومحلاتهم بأنواع وألوان من الزينة .
وتعد منطقة الحي التاريخي منطقة تجارية إلى جانب كونها تضم الكثير من المعالم ،كما أنه تعد من المناطق الآمنة في المدينة نظراً للتواجد الأمني المحيط بالمنطقة .
وقد حظي هذا الحي بالظهور على شاشات السينما العالمية في أكثر من عمل كان أبرزها الفيلم الشهير لبينولبي كروز " أمرأة على القمة " والذي تناول أهم ما تشتهر به المدينة الساحلية وهي " الأكلات " الخاصة بهذه المدينة والتي تتميز بمذاق خاص ورائع.
ولكن عندما تخرج من هذه الأجواء وتبتعد عن الحي التاريخي تشعر وكأنك إنتقلت إلى بلد أخر ،وإذا كانت معلوماتك الكروية لا تسعفك لمعرفة أن البرازيل تستضيف المونديال فسيكون من الصعب عليك ملاحظة ذلك.
وربما يرجع ذلك التباين إلى إعتراض جزء من الشعب البرازيلي على النفقات التي تم صرفها على المونديال ، ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات لا تتوقف .
وإذا كان التباين واضح من ناحية المظاهر المونديالية ،فإنه يختفي مع أي مباراة للمنتخب البرازيلي حيث ينسى الشعب البرازيلي كل شئ ويلتف حول الفريق .
وإذا كان هذا الأمر يعد أمراً إيجابياً للمنتخب البرازيلي وللحكومة من ناحية ،فإنه يلقي بمزيد من الأعباء على نجوم الفريق في مشوراهم بالمونديال ،لأن أي نتيجة غير تحقيق اللقب ستشعل الأوضاع ،ربما تدخل البرازيل في نفق مظلم.