المعلم حلقة وركن مهم في العملية التربوية وتقع على عاتقة مسؤولية كبيرة وهو بالتالي يحتاج لتطوير مستمر وعامل الخبرة التراكمية في عملية التعلم لا قيمة له في ظل التطور العلمي المستمر فما تعرفه العام الماضي تغير في العام الحالي بما في ذلك طرائق التدريس ونوعية التلاميذ ،حيث إن تلميذ القرن 21 يختلف عن تلميذ القرن 20 وتلميذ عام 2016 يختلف كليا عن الذي سبقه بحكم عوامل بيئة وتكنولوجية عديدة أحيانا كثيرة نجد إن التلميذ يجيد استخدام الحاسوب والمعلم لا يجيده مضافا لذلك إن التلميذ يقرأ ويحضر الدرس بشكل جيد بينما نادرا ما نجد معلماً قد تهيأ للدرس والسبب إن المعلم يعتمد على خبرته ويستسهل مهنته لدرجة أحيانا كثيرة نجد الكثير منهم يستعين بالكتاب في الشرح وهو الأمر الذي يلفت نظر التلاميذ بشكل كبير جدا. وهذا يعني علينا أن نطور المعلم ونحثه على التطور سواء عبر الدورات وورش العمل خاصة في ظل وجود مناهج جديدة لا زال الكثير من المعلمين والمعلمات يجهلون طرائق تدريس هذه المناهج وفي مقدمتها ( الرياضيات والعلوم والإنكليزي) للصفوف الأولية ومن الغريب إن هذه المناهج خاصة الرياضيات والعلوم متطورة بشكل كبيرة ومخطط لها مسبقا دون أن تفكر وزارة التربية بزج معلمي هذه المواد بدورات سريعة تعلمهم كيفية تدريسها وطرق التقويم والإختبارات واختيار الوسائل التعليمية ،وتركوا معلم المادة يجتهد من نفسه منهم من اصاب ومن أخطأ وبالتالي هنالك خلل لا يتحمله المعلم بقدر ما تتحمله وزارة التربية ولعل هذا ألأمر سيتكرر في العام الدراسي المقبل ضمن سلسلة كتاب العلوم والرياضيات للصفوف ألأولية والتي من واجبنا أن نعد الكوادر عبر ورش عمل حقيقية لكي يكونوا قادرين على أداء مهامهم في العام الدراسي القادم. مهمة تطوير المعلم تبدأ من مدير المدرسة والمشرف التربوي وصولا للوزارة التي تقع عليها مسؤولية إختيار مدربين أكفاء قادرين على أن يكونوا بمستوى يؤهلهم لتدريب المعلمين وأجد إن وزارة التربية في الآونة ألأخيرة أخذت تعتمد في عملية تدريب المعلمين على الإشراف التربوي والجميع يعرف إن المشرف التربوي مهما كانت قدرته غير قادر على تدريب المعلمين لأنه اصلا بعيد عن أجواء المدرسة ولا يملك رؤية تمكنه من إيصال ما يريده في ضوء واقع المدرسة ومن ثم أقرب الحلقات لتدريب المعلمين هو مدير المدرسة أو معلم متمكن من مادته مشهود له بين أقرانه ،وقد لاحظنا في السنوات القليلة الماضية إن وزارة التربية ترسل كوادر للتدريب خارج العراق يفشلون في ايصال المعلومات فيما بعد وتوكل المهمة لمعلمين أكفاء يحاولون تدريب زملائهم قدر المستطاع.
مقالات اخرى للكاتب