الحرب الاهلية تعتبر من اشد الكوارث التي تقع وتعاني منها الشعوب وتبقى اثارها وتداعياتها شاخصة حتى بعد انتهائها ،والحرب الاهلية هي حرب داخلية يكون اطرافها ابناء الشعب الواحد ولكن بانتماءات قومية او دينية او مذهبية مختلفة ،وكل طرف يرى في الاخر عدوا له لايمكن التعايش معه و لابد من القضاء عليه ،واسباب هذه الحروب اما ان تكون سياسية او اجتماعية او دينية او عرقية وهدفها السيطرة على مقاليد الامور ،الحرب الاهلية لايمكن نشوبها الا ان تجد الارضية الخصبة لها وتكون سببا لاندلاعها وحسب عنوانها .ظروف خطيرة تمر بالبلد منذ 2003 وكانت اشدها دموية الاقتتال الطائفي عامي 2006 و 2007 وكان الدم العراقي ثمنا لها ،ومازالت اثارها شاخصة ،وهناك من يحاول سواء في الداخل او من الخارج اذكاء نيران هذه الحرب مجددا بشكل او باخر وارتفاع اعداد الضحايا مؤشر خطيرلبداية هذه الحرب القذرة ،خلال الفترة القليلة الماضية حذرت الامم المتحدة من اندلاع حرب اهلية في العراق من خلال بعثتها في العراق نتيجة الارتفاع الكبير في عدد الضحايا ،وحذر مسؤول ملف حقوق الانسان في البعثة الاممية فرانسيسكو موتا من حرب أهلية دامية، (معتبرا أن أزمة سورية وعوامل إقليمية أخرى تلقي بظلال قاتمة على التطورات العراقية. ورأى موتا أن الأزمات السياسية المتلاحقة "وقصر النظر في بعض السياسات، والتأثيرات الخارجية الآتية من المنطقة المحيطة، وسورية.. تساهم في الدفع نحو عدم الاستقرار".وحذر موتا من أن "الانقسامات الطائفية تتعمق وتظهر في البلاد بطريقة أكثر خطورة من تلك التي كانت عليها عام 2007"، قائلا إن "الكثير من المجموعات المتشددة تنتعش مما يحدث هناك".وأضاف موتا أن العراق "لم يبلغ مرحلة الحرب الأهلية بعد. لكن إذا استمر العنف، واستمر قتل المدنيين، والرجال، والنساء، والأطفال الأبرياء، فعندها يمكن أن ننزلق نحو ما لا يمكن العودة عنه") وبعد ذلك حذرت الولايات المتحدة الامريكية منها ايضا خلال الاتصال الهاتفي بين بايدن والنجيفي حين عبر نائب الرئيس الامريكي عن قلق بلاده حيال تزايد حالات العنف في العراق.وأكد على وجوب التقارب بين الكتل السياسية لتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق نحو الفوضى والحرب الأهلية.هذه التحذيرات لم تأت من الفراغ وانما نتيجة مايجري على ارض الواقع وارتفاع اعداد الضحايا من العراقيين ،ولمواجهة عدم الانجرار الى مثل هذه النتيجة الماساوية او على الاقل احتوائها،لابد من تجاوز الخلافات بين الاطراف العراقية لمواجهة التحديات التي قد تاتي من خارج الحدود وتلقي بظلالها على الواقع العراقي ،هذه النتيجة التي يتم التحذير منها سواء من الاطراف الخارجية او الداخلية ان وقعت سيصبح العراق معها عند مفترق الطرق وفي نقطة لايمكن الرجوع منها والوقائع تشير الى وجود بدايات لها،ويبقى الحل الناجح لتجاوزها التفاوض والجلوس على طاولة الحوار للوصول الى مشتركات تساهم في حلحلة العقد الخلافية . (و كثيرا ما تشكل الحروب الأهلية فرصة لتدخل الدول الكبرى أو المجاورة في مجريات الأمور الداخلية للدولة المعرضة لمثل تلك الحروب. ذلك أن وقوع مثل تلك الحروب يضعف كثيرا من سيادة الدولة ويزيل التماسك الداخلي في وجه التدخل الخارجي، كما أن احتمالات التغيير في موازين القوى داخليا قد يؤثر على الدول المجاورة سلبا وإيجابا فترى بعض الدول في انتصار فريق على فريق تهديدا لأمنها،) ويكيبديا).لابد من تكثيف الجهود لمنع الانزلاق نحو مايتم التحذير منه ،وهذه التحذيرات رسالة لابد من اخذها بنظر الاعتبار من قبل الكتل والكيانات حرصا على العراق وشعبه.
مقالات اخرى للكاتب