العراق بتعدد توجهات فئاته الاجتماعية وتناقضاتها يعتبر من البلدان التي يصعب قيادها وادارتها ، هذا العراق لم ينجح فيه حكما يعتمد السماح لفئاته ومكوناته الاجتماعية بالتعبير عن ذاتها سياسيا او اجتماعيا ، ووجدنا في تاريخه النجاح النسبي لانظمته الديكتاتورية في ادارته وقيادته ، وعلى الرغم من دهاء نوري سعيد وذكاءه الا انه لم يستطع ان يواجه ويحل تناقضات المجتمع العراقي سياسيا واجتماعيا ، ولكن هذا لايعني ترويجا للديكتاتورية واقصاءً للديمقراطية بل يعني التنبيه على ضرورة توفر قيادة ذات مستوى عالي من الكفاءة لاستيعاب هذه التناقضات وحلها....
اليوم توفر للعراق قيادة سياسية تتمثل بالطبقة السياسية المشاركة في مجلسي النواب والوزراء ، وهذه القيادة وبجميع اطرافها لا نستطيع ان نرجو منها خيرا او أملا في استيعاب تناقضات المجتمع العراقي ، وهنا لابد من التركيز على اصحاب المسؤولية الاعلى في قيادتهم للدولة ، وواقع الحال ينبئنا ان القيادة الفعلية في العراق تتشخص بالسيد نوري المالكي وبطانته السياسية والحكومية ، وسوف نأخذ مثالا واحدا يكفي على التدليل بمدى غباء وحماقة السيد المالكي لنخرج بحكم قاطع بعدم اهليته لادارة او قيادة دولة وخصوصا دولة مثل العراق ، والالفاظ العراقية الدارجة تصف الاحمق الغبي بالقشمر ، وهنا سنجد المالكي قشمرا بامتياز ، لكن ثمن غبائه وحماقته تكلف العراق والشعب ثمنا باهظا من الدماء والثروات....
في لقاء المالكي مع بعض المألوفين اعلاميا بصفاتهم السياسية والاقتصادية والثقافية تكلم بما يثبت غباءه وحماقته بما لايدع مجالا للشك ، تحدث المالكي عن خداعه من قبل الكوادر السفلى من نواب رئيس وزراء وغيرهم بتقديمهم ارقام ومعطيات خاطئة جعلته يصدقها لينتج عن هذا كذب وعوده بتوفر الكهرباء للشعب العراقي نهاية هذا العام ، بل والادهى انهم خدعوه ليذهب الى التعاقد على مولدات تعمل على الغاز وبمبالغ باهظة جدا على الرغم من عدم توفر الغاز في العراق ، وكان نتيجة هذا ان خسر العراق اموالا طائلة نتيجة غباء وحماقة المالكي ، ولو كان لدينا نظاما حقيقيا وقضاء مستقل لحوسب المالكي وكل من تسبب في اهدار هذه الاموال وفي هذه العقود فقط ، لكن المأسآة ان المالكي ورهطه والطبقة السياسية عموما يهدرون ويسرقون اموال الشعب دون ادنى خشية من قانون او قضاء....
المالكي ولكونه قشمرا بامتياز اصبح العوبة بيد بطانته وعائلته ، فاصهاره فاق دورهم في شؤون الدولة دور حسين كامل في نظام صدام ، وابنه الزعطوط جعلنا نستذكر ايام عدي وفساده في ظل نظام ابيه ، وحزب الدعوة وبامتياز اعاد لنا صورة حزب البعث الصدامي ، والدهى مرارة ان نائب رئيس مجلس الوزراء حسين الشهرستاني يكذب وبكل وقاحة حينما يدعي ان الشعب والاعلام فهم تصريحه حول حل مشكلة الكهرباء وتصديرها نهاية العام فهما خاطئا ، بينما من يملك ادنى مسكة من عقل حين يتابع تصريحه السابق واللاحق يقطع يقينا بكذبه الوقح هذا ، والمصيبة الكبرى ان غباء الشهرستاني وحماقته لم تمنعه من ادارة اخطر ملف عراقي الا وهو النفط ، فتصريحات النائب بهاء الاعرجي حول خطورة جولات التراخيص التي يقودها الشهرستاني اشارت الى غباء وحماقة الشهرستاني في رهن النفط للشركات الاجنبية ، والحقيقة ان مخاوفنا تتصاعد وتصدق تصريحات الاعرجي لا لشي الا لأن حسين الشهرستاني كسيده قشمر بامتياز ، وعلى الرغم من مخاطر ادارة وقيادة القشامر للدولة لم نجد من مجلس النواب نفيرا وتحقيقا معمقا حول ثروة العراق الاساسية الا وهي النفط وخشية القشمر الشهرستاني بالتفريط بها ورهنها للاجانب ، بل ولم نجد قضاءً او ادعاء عام يفتح ملف جولات التراخيص للحفاظ على ثروة العراق....
اما المرجعيات الدينية فنقولها وبلا مواربة انها تخشى على الشعب ان يترك دخول الجنة من خلال ملامسة لسانه لارنبة انفه ، ولهذا فهي داعمة اقرارا لقيادة القشامر للدولة....
وبعد هذا فالدماء المسفوحة وبحبوحة الارهاب في العراق تنمو وتزداد مادام من يدير الدولة ويقودها ثلة من القشامر ، نعم قشامر مصدر قوتهم هو الخطاب الديني الطائفي والتجهيلي وبمباركة القيادات الدينية الشيعية والسنية ، ولا ننسى ان القشمر الشهرستاني هو تحفة اتحفتنا بها المرجعية الدينية من خلال كتلتها السياسية التي شكلتها والتي سمتها بـ مستقلون..
نعم اننا في دولة يقودها القشامر مادام الشعب لازال يمد لسانه لملامسة ارنبة انفه في سبيل مضاجعة الحور العين.....
مقالات اخرى للكاتب