كل المشاكل التي صنعها المالكي هي نتاج لمنظومة فكرية يتبعها حزب الدعوة منذ ان كان في طور المعارضة، وليس غريبا على الشركاء في التحالف من الاحزاب الدينية والحركات الجهادية ماكان ينتهجه هذا الحزب في المنفى.
لقد جاءت لجنة التنسيق التي شكلت بضغط ايراني لجمع الاحزاب العراقية الشيعية في التسيعنات في اطار مشروع شيعي معارض بعيدا عن الانقسامات والمشاحنات السياسية والازمات التي كان ابطالها قياديو حزب الدعوة، هذه اللجنة ولدت ميتة ولم تؤتي بثمار الا اللهم في حل نزاع بين عائلة سيد عبد الستار وبيت الحكيم اثناء الفتنة التي حدثت بسبب ركوب الحزب وتبنيه خطاب السيد فضل الله.
بعد الرضوخ للارادة الدولية والشعبية تنحى زعيم الحزب نوري المالكي، تنحى مرغما ورجليه فوق رأسه كما يقول المثل، وبالغت ردود الافعال الاعلامية والشعبية في التفاؤل لهذا التنحي، متناسين ان الوزير المكلف الجديد هو ابن بيئة هذا الحزب، وهو احد اركان حكومة المالكي، رغم كونه برلمانيا ورئيس اللجنة المالية، الا ان الامور في العراق تختلف، حيث القدرة والسطو الحكومي على مفاصل الدولة هي ميزة يتمتع بها ابطال دولة القانون.
ان اول بادرة سيئة وتدعو للتشاؤم هي ظهور الحرامي الكبير وفاشل بغداد كما يطلق عليه الاهالي، صلاح عبد الرزاق، ظهر ناطقا بأسم العبادي، ومما يبعث على الحيرة، ان تصريحات العبادي في الايام الاولى كانت ترسل اشارات الى عدم تبني الطريقة المالكية في الحكم، وهذا يشمل طبعا التخلص من كل اسباب الفشل ومسببيه ومنهم حثالات وسراق حزب الدعوة، الا ان التصاق صلاح عبد الرزاق وظهوره ناطقا بأسم العبادي لايدل على ان الاخير جاد بالتغيير ولا سعي في التخلص من تركه الغبي الفاشل ابن طويريج.
اتمنى ان اكون مخطأ الا ان الكتاب واضح من عنوانه.. وراية الله بيضة يا حزب الدعوة..
مقالات اخرى للكاتب