إشادة بقرار ألمانيا سحب بطاريتي صواريخ باتريوت من تركيا
تسحب ألمانيا بطاريتي صواريخ باتريوت وجنودها من جنوب تركيا بداية العام المقبل بعد إعادة تقييم للتهديدات ضد تركيا نتيجة الصراع في سوريا. وقد لقي هذا القرار الإشادة من أعضاء في البرلمان من الائتلاف الحاكم والمعارضة.
يرى وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن إنهاء مشاركة الجيش الألماني في مهمة منظومة الدفاع الصاروخية "باتريوت" في جنوب تركيا لا يمثل إنهاء لدعم ألمانيا لتركيا. وقال في تصريحات لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد (16 آب/ أغسطس) "إن ألمانيا سوف تظل ملتزمة تجاه أمن تركيا". وأشار إلى أن هذا الالتزام يشمل جهد الحكومة الألمانية في التوصل لحل سياسي للأزمة السورية وكذلك في تحقيق الاستقرار للشرق الأوسط والأدنى من خلال مهمة التدريب التي يقوم بها الجيش الألماني في شمال العراق.
أما هانز-بيتر بارتلس، مفوض الدفاع بالبرلمان الألماني "بوندستاغ" فقد أشاد بإنهاء مشاركة الجيش الألماني في مهمة منظومة الدفاع الصاروخية "باتريوت" في جنوب تركيا. وقال بارتلس في تصريحات لنفس الصحيفة "إذا لم يعد هناك أساس لمهمة الجيش الألماني في تركيا، يكون من الصائب إنهاؤها. إن عمل جنودنا هناك ليس هدفا في حد ذاته".
ويتمثل السبب الرسمي لإنهاء المهمة في تراجع التهديد الذي تتعرض له تركيا – عضو الناتو - من خطر هجمات صاروخية من جانب الجيش السوري. لكن القرار يأتي بعد انتقادات من مسؤولين ألمان لحملة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان العسكرية ضد الأكراد وإعلانه الشهر الماضي أن عملية السلام التي بدأها مع حزب العمال الكردستاني في عام 2012 بلغت نهايتها فعليا.
فقد أشار خبير شؤون الدفاع في الحزب الاشتراكي المشارك في الائتلاف الحاكم، إلى أن أحد أسباب القرار الألماني هو موقف تركيا من حزب العمال الكردستاني، وقال "ليس لدي الانطباع أن تركيا ليست ملتزمة بشكل تام بإستراتيجية الناتو في محاربة تنظيم داعش".
كذلك أثنى حزبا الخضر واليسار المعارضين على قرار الحكومة إنهاء مشاركة الجيش الألماني في مهمة باتريوت بتركيا، حيث قالت كلاوديا روت القيادية في حزب الخضر ونائبة رئيس البوندستاغ "هذه خطوة صحيحة وضرورية تجاه شريك الناتو أدروغان (الرئيس التركي) الذي يخرج أكثر وأكثر من تحت السيطرة" في إشارة منها إلى موقفه من حزب العمال الكردستاني. أما سفيم داغدالين، العضو في كتلة حزب اليسار المعارض، فطالبت علاوة على إنهاء مهمة باتريوت بـ "وقف فوري لتصدير الأسلحة إلى تركيا".