هل الامتحانات الوزارية للصف السادس الابتدائي ضرورية؟هذا السؤال كان يجب أن يطرح على الجهات المختصة في وزارة التربية وليست الجهات المستفيدة من الامتحانات الوزارية وما تمثله من أرقام مالية كبيرة جدا يمكن توفيرها في بناء المدارس وطبع الكتب المنهجية.
وعندما ننظر للأمر سنجد إن المرحلة الابتدائية جزء من مرحلة التعليم الإلزامي الذي يمتد حتى الدراسة المتوسطة وبالتالي تصبح هذه المرحلة هي مجرد مرحلة تعلم أغلبها تعلم شفوي وفجأة يخضع التلميذ في الصف السادس للامتحان الوزاري وينجح هذا التلميذ سواء في الدور الأول أو الثاني أو الثالث وفي كل ألأحوال تكون نسب النجاح عالية بدرجة كبيرة جدا في مجموع الأدوار الأول والثاني والثالث من كل عام دراسي.
وبلغة الأرقام نجد إن امتحانات السادس الابتدائي تستنزف مليارات الدنانير لكل مديرية تربية سواء عبر المراكز الإمتحانية أو لجان الفحص والتدقيق وطباعة الأسئلة واللجان الرئيسية والفرعية والحمايات ألأمنية وغيرها من النفقات التي أجد في الظرف الحالي على الوزارة توفيرها والبحث عن دعم مشاريع تربوية أخرى بدل من هذا خاصة وإن مخرجات العملية التربوية في العراق ليست جيدة ويتكدس الطلبة في المرحلة المتوسطة بعد أن اجتازوا الدراسة الابتدائية خاصة وأن الكثير من أولياء الأمور وحتى العاملين في قطاع التربية ينظرون للدور الثالث والسماح للراسبين بالإمتحان على إنه إشارة أو رسالة لكي ينجح هؤلاء ،وهذا خطأ كبير يقع به من يتصور ذلك.
أقترح على وزارة التربية أن تفكر بجدية بإلغاء الامتحانات الوزارية للصف السادس الابتدائي وجعلها امتحانات مدرسية شأنها في ذلك شأن الصفوف الأخرى ولفترة معينة من السنوات تبدأ من العام الدراسي القادم مع تطوير المنهج المدرسي وإعادة النظر بما موجود حاليا ويكون هدف المدرسة الإبتدائية تعلم التلميذ للمهارات الكتابية وليس مجرد تلقين لا مفعول له فيما بعد وهنالك مقترحات كثيرة في هذا الشأن سنحاول طرحها في مقالات قادمة غايتها تطوير التعليم الابتدائي بالشكل الذي يؤمن مخرجات صحيحة وسليمة وحينها يمكننا العودة للإمتحانات الوزارية بثقة ومخرجات جيدة جدا.
مقالات اخرى للكاتب