كل الشعوب التي تتطلع الحريه وتنشد للسلام وبناء المستقبل على اسس وحيثيات يمكن ان تكون قاعدة صلبة للتغير واقع مرير وبائس .فلايمكنها ان ترسم طريقا مغايرا الا ان تكون واعية بقدر وعيها الثقافي الذي يراد منه تغير واقع قد تراكمت فيه الازمات واصبح فيه التذمر والانحلال من اهم مميزاته. لذلك ينبغي علينا ان ننتبه الى مصادر افعالنا ونمزجها بالوعي لتكون الحصيلة مرضيه وكي لانخسر ونضيع الجهد وبالتالي لانحصل على مانريد بل سنزيد من تعاستنا .فلو ان الشعوب ادركت ماتفعل وماتريد فعله لرسمت لها واقعا غير هذا الواقع المتخبط الذي تعيشه اليوم. ومن هنا علينا ان لانضيع جهودنا ولانبددقوانا في محاربة الامور القديمة ونستهلك طاقتنا في افعال قد تودي الى زيادة مأساتنا وتدهور اوضاعنا وتشابك الطرق علينا وبالتالي نخسر كل شيء. اذن مايجب علينا فعله ان لانهدر قوانا في محاربة ماكان سائدا بل ان نعطي كل جهدنا لبناء مانريد وما خططنا له كي نستطيع ان نواكب التقدم الحضاري ونرتقي الى حيث نريد. ولهذا يجب ان نتمعن جيدا بما نفعله في وقفتنا اليوم للتغير والتطلع لما هو جديد. فينبغي علينا ان لانبدد افكارنا وتفكيرنا وجهدنا في محاربة القديم فقط ولم نترك متسعا في تفكيرنا لمانريد وما نصبو اليه لاننا سنكون مثلما الذي ركب سفينة في البحر وابحر الى حيث لايدري الى اين يريد الوصول. والاجدر ان تجتمع افكارنا ومن اجل ان نخرج من هذا الواقع المرير المتآزم. ولابد لنا ان ننتبه الى تصرفاتنا وافعالنا ولا ان نشغل انفسنا ويكون تركيزنا على الثوره والاطاحة بما كنا نستاء منه بل يجب ان تكون الحصة. الاكبر لما نريد مستقبلا لان هذا هو ديمومة البقاء واستمرار الحياة وادراك المستقبل. فالتخبط في التفكير والاستخفاف بما حدث وسيحدث سيودي الى صعوبة الوصول الى مانطمح اليه وبما نفكر به.
مقالات اخرى للكاتب