برغم التصريحات والاصلاحات التخديرية والمسميات التي تطلقها حكومتنا الفاضلة وبرغم الهجرة الكبيرة والتراجع في اعداد المتظاهرين في ساحة التحرير جمعة بعد اخرى نظرا لان القضية التي تطول مدة وعودها اشبه بكلمة (الله كريم) حينما يسكت بها الابوان اطفالهم بعد مطالبهم المتعددة لم يكن مطلب الشعب تعجيزياً ولم يكن مبالغ به بل هو حق من حقوق الحياتية التي يحصل عليها ابسط مواطن في ابسط دولة لا تملك ماتسد به استهلاكها وتتصدر قائمة الدول الفقيرة.
الا يخجل المسؤول حينما يتخلى عن اصوات تعالت باسمه ويستبدلها بمسؤولين اخرين اكثر نفاقا منه عجت الشعوب باسماء عظيمة من الحكام والسياسيين المتجبرين لكن نهايتهم ابشع من حكاية الوحوش في قصص الاطفال لماذا يخدعون الشعب بكلمات ووعود يأس منها حتى الصغار لماذا يسعون الى ارضاء أقرانهم من السياسيين برغم انهم مفسدون الا تكفي ادلة الفساد؟ الا تكفي إراقة دماء الشعوب والتورط بها؟
اليوم نعيش وسط بلاد ماتت بها البنى التحتية وماتت بها الفرحة وحتى زهورها بل انتقلت عدوى الموت الى نسائهم واطفالهم وشيوخهم وحتى شبابهم عدوى الموت في البلاد لا تنظر لصغير وكبير بل هي افة من صنع السياسيين والعملاء محصنين منها فهي لا تمس الا معتنقي الحياة والاصلاح في البلاد حذاروا منها ايها المتظاهرون برغم انها قد نالت منكم الكثير شعب بات لا يثق بالاخرين والخلافات تأخذ ابعادا اخرى جبرتهم على التظاهر ومن ثم الانهزام طريقا لاغلبهم فتجد صفحاتهم كانت تعج بالمشاركة في تلك التظاهرات ومن ثم اصبحت سياحية تشهد صورا للبحار والتماثيل في بلاد المهجر.
مشاكل انعدام البنى التحتية وانعدام الامن أصبحت اسبابا اساسية للهروب الى الخارج لكن لماذا لم يتساءل المواطن فيما اذا ترك البلاد للمسؤولين وحدهم ماذا سيحل بها؟ خراب في خراب وفساد يضاعف في فساد فيما اذا لم تحد تلك الاساليب.
شباب يؤكدون باخذ حصتهم من بلادهم من مقابض الحكام باسناد عضلات الغرب فعلا ستأخذونها لكن ماذا ببلاد ترغب ان تعيش؟ ماذا ستحكي لاحفادك عن بلاد اجداده؟ وماذا سيشاهدون ارادوا رؤية البلاد؟ ربما ستكتفي في التحليق بهم في سمائه كي تكون المساحات الخضر اجمل في التصور والخيال والمنازل اروع في رؤيتها كتل صغيرة فارض الواقع تحاكيها غرف متقطعة وذات جدران سود اكل الخير من حيطانه.
لم تدفعهم الا احلامهم للغوص في البحار والترجل كحمائم نثر رشيها كي لا تطير حيث تهاجر اسراب الطيور لعلها تجد العيش في أماكن أكثر ملاءمة او أصح التعبير تعاش فلا لذة بشوارع لا ذكريات لها ولا فرحة اجمل من ضحكات الصغار امام المنازل البغدادية فكل ما لا ينتمي لنا لا يدخل البسمة الحقيقية لارواحنا سترسمها المواقف على شفاهنا لكن تبكيها الارواح.
مقالات اخرى للكاتب