عند الحديث عن ما يعرف اليوم بشكل واسع عن عاصفة الانبار ( السوداء ) نقف في كثير من الأحيان ببعض المواقف والانطباعات الغير دقيقة ونعتقد ونحن نخوض تجربة هذا الموضوع , ويجب التفريق بين ما يجري في صحراء الانبار,
( الآن ) ومدنها الهدمة .. أن المقصود بالهجوم على مدن أمنة ليست بذرة موجودة في الثقافة الخاصة بأي شعب ولكنها نتاج جهود متعددة داخلية وخارجية تدفع إلى أحداث تغيير في النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي القائم من خلال تحليل الواقع بمختلف جوانبه بموضوعية وواقعية , كما آن تطبيق هذا العمل على قاعدة الحرية والديمقراطية الحرة والعدالة الإنسانية للجميع سوف تقلل فرص اللجوء إلى العنف كما حدث في جميع بلدان العالم المتحضر لتحقيق الأهداف السياسية , أن حديقة الأمن القومي في العراق الجديد تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع علي الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الزمنية الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدي على الأمل يعتدي على الحياة , ويشوه الإنسان وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ونقتل ونشرد ونذبح ونجتث ونقصي ونهجر ونبعد وندمر ونهدم باسم الربيع العربي الجديد فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم الأعداء ومن يساعده وتحمي موقفه , في الوقت ذاته تمزق القلب العراقي الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية , العاصفة الجيدة على أبناء الانبار الأبرياء هي أمام امتحان صعب حيث فشلت بشكل مخيف من بين مظلة وهذه سابقة خطيرة على المستقبل السياسي الأنباري وذلك لعدم وجود توافق سياسي ووطني بين أعضاء الحكومة الأنبارية الحالية ولا احد يتقبل الأخر وهذا ما لوحظ على الساحةالسياسية الأنبارية , لأن ديمقراطية العاصفة الخرفة بنيت على أساس تكتلات حزبية ودينية سياسية عشائرية قبلية والسؤال المطروح هنا هل تتمكن الحكومة الأنبارية السير في الخطوات التي تتضامن مع أفراد شعب ( الانبار ) ليكونوا يداً واحدة تضرب بقوة بدل أن نضرب بعضنا بعضا كما يحدث اليوم في محافظتي العزيزة .. هذا هو الواقع الناجز الذي يدمر الأعداء والتضامن بين العلماء والمفكرين والسياسيين تحت مظلة البلد الواحد لخدمة الشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثرواته بعيدا عن الديمقراطية المتجزئة , والإسراع بجلاء المتبقي من القوات الأجنبية من العراق من الأمريكان والإيرانيين أذا ما اكتملت هذه العوامل وتلاحم الكل لأجل الكل , فأننا سوف ننعم بسلام وامن واستقرار يضمن لجميع طوائف الشعب العراقي العيش بحرية وعدالة تامة دون شرط أو قيد , ولا وصاية من احد صغير ولا كبير , المواطن في كافة مدن العراق اليوم يصرف ساعات طويلة من وقته في رحلة ذهابه وإيابه إلى عمله محشوا بمناقشة متى يستتب الأمن في العراق ومتى يقدم أعضاء الحكومات العراقية للشعب حيث دخلت الأحزاب المتعددة والمتشبعة إلى الانقسامات وتصفية الحسابات القديمة والجديدة مع بعضها البعض وهذا ما جرى ألان على الساحة الداخلية والخارجية العربية وبدعم مباشر من الدول الأجنبية والإقليمية هي صاحبة الحظ الأوفر لتدمير المواطن العربي البسيط وهذا ما لاحظناه من خلال أراء الشارع العراقي حين سقط الكبار .!
مقالات اخرى للكاتب