العراق تايمز / في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن أصل الاسرة الملكية الهاشمية بالاردن، خصوصا بعد صدور الكتاب مثير للجدل "مذكرات الملك طلال" الذي لاقى اقبالا متزايدا من طرف الاردنيين الذين يشترونه بصورة سرية بالتأكيد.
بعض المواقع الاردنية والعربية ذهبت في وصف الكتاب بانه الكتاب الشاهد على خيانة اسرة "آل عون " الذين سموا نفسهم فيما بعد بالهاشميين.
وقد تابعت نفس المواقع أن عدد من باعة الكتب المستعملة في وسط العاصمة عمّان، بدأوا ببع كتاب " مذكرات الملك طلال" بوصفها المرجع الوحيد الذي يتناول حياة الشخصية الأكثر جدلاً في تاريخ الأردن المعاصر، والذي يعتبره الأردنيون "أب الدستور".
"قيمة هذه المذكرات تكمن في كونها الوثيقة الوحيدة عن فترة غامضة جُمعت من أوراق متناثرة مهلهلة، وأضاف إليها المرافق العسكري للملك طلال وقتئذ بعض انطباعاته أو بعض ما سمعه من الملك ويمكن أن تعتبر تكملة للمذكرات"، يضيف الناشر.
ويؤكد الناشر أن طوقان، سكرتير الملك طلال ومرافقه العسكري الخاص، هو من سلّمه نسخة من هذه "الوثيقة التاريخية"، بعد أن وقّع طلال على كل صفحة منها دلالة على تحمله مسؤولية نشرها.
وفي حديث للجزيرة نت، يقول كاتب وناشط أردني- فضّل عدم ذكر اسمه- إن "العودة إلى صيغة دستور 52، لا تمثل خطوة جادة نحو الديمقراطية والدولة المدنية فقط، وإنما يجسد تصالح العائلة الهاشمية مع تاريخها، وإعادة اعتبار لأحد أعضائها؛ فطلال لم يستمر في حكمه إلا قرابة عام (20 يوليو/تموز 1951- 11 أغسطس/آب 1952)، وغادره مجبراً ليقضي بقية حياته في إسطنبول حتى توفي"
صدرت المذكرات في كتاب أول مرة عام 1972 بعد وفاة صاحبها، أما الطبعة الثانية فصدرت في عام 1991 عن الزهراء للإعلام العربي، وتّوزع بنسخ مصوّرة، أو يتم تنزيلها من مواقع الإنترنت الكثيرة، وتتصدرها مقدمة للناشر ممدوح رضا.
المذكرات التي أثارت الجدل تنتهي برواية أحداث تنتمي إلى عام 1964، قبل ثمانية أعوام من وفاة الملك طلال (7 يوليو/تموز 1972)، وهو تاريخ انتهاء خدمة صبحي طوقان، مرافق الملك الخاص، الذي نقلها إلى الناشر.
وتفرض "الوساطة" بعض الإضافات، وهو ما يحتاج بحثا أكبر حول رضا وطوقان، لكن الأول –أي الناشر- عرف عنه "ولاؤه" المطلق للمؤسسة الرسمية المصرية، إبان حكم الرئيس جمال عبد الناصر، وهذا ما يفسر إضافة "شاهد على خيانات العائلة الهاشمية" على غلاف الكتاب، أما طوقان فعرف بوصفه معارضا فضّل الإقامة خارج الأردن دون إثارة ضجة تذكر.
ويشير رضا في تقديمه إلى نشره هذه المذكرات في مجلة "روز اليوسف" المصرية في عام 1965، استجابة لرغبة أستاذه الأديب الراحل إحسان عبد القدوس، ومشيراً إلى وجودها في مكتبات جامعات عدة في الولايات المتحدة وأوروبا، وفي مكتبة الكونغرس ضمن ما يحتفظ به من وثائق عربية.
ويذكر هنا أن مجلة "التايم" كانت قد نشرت مقالاً بعنوان "الملك غير السعيد" في 16 يونيو/حزيران 1952، أثناء ذهاب الملك طلال إلى باريس، تأتي فيه على لقاء جمع الملك بوزير باكستاني أهداه ثلاث هدايا وصفها على النحو التالي: "هذا دبوس من الماس يعود لجدي الشريف حسين الذي خدم بريطانيا ومات وحيدا، وهذه نسخة مذهبة من القرآن تعود إلى والدي الذي خدم بريطانيا وقُتل في مسجد، وهذا خنجري المرصع بالجواهر، وأنا أخدم بريطانيا ولا أعرف كيف ستكون نهايتي!".
ويروي طوقان -بداية- كيف نجحت الملكة زين الشرف (زوجة طلال) والجنرال البريطاني غلوب باشا، ورئيس الديوان الملكي آنذاك عبد الرحمن خليفة، والوزراء وقادة الأمن وشوكت الساطي الطبيب الخاص للملك طلال في تنحية الأخير، ونقله إلى مدينة إربد الأردنية، ثم إلى مستشفى بهمان للأمراض العقلية في القاهرة.
ويسرد طوقان الحوارات التي دارت بينه وبين طلال، والتي تدور حول رغبة زين الشرف (أم الملك حسين) في إلصاق صفة "الجنون" على زوجها الملك، إضافة إلى ما وصفه بـ"المحاولات المتكررة" لقتله، عبر تدبير حوادث سير وأخرى بقارب بحرية، وكانت وراءها الملكة، على حد تعبيره.
طلال يروي في مذكراته محاولة قام بها سفير الأردن في لندن حينها الشريف حيدر عبد المجيد، لإقناع زين الشرف والملك حسين بأنه في كامل قواه العقلية وضرورة الإسراع بإخراجه من مستشفى الأمراض العقلية في تركيا، لكنهما رفضا، وأمرته الملكة بالخروج من القصر.
محاولة الشريف حيدر، دفعت زين الشرف إلى تكثيف حصارها على زوجها، مما أوجد تعاطفاً من مدير المستشفى مع مريضه، فأعاد الفحوص الطبية لتثبت أن طلال معافى، لكن خروجه يتطلب "أمراً" من الأسرة المالكة في الأردن، وهو ما يبدو متعسراً!.
ويضيف الملك "المتهم بالجنون" أن زيارة ابنه وزوجته له في نهاية عام 1954 انتهت بدفع رشا لتغيير تقرير الطبيب وإبقاء الملك في المستشفى حتى وفاته، بناء على طلبهما!.
ويشير طلال إلى أن زواجه بالشريفة زين الشرف كان بتدبير أبيه وبموافقته، رغم وصفه لأخيها الشريف ناصر بـ"القاتل" و"قاطع طرق" و"نصّاب"، ومشككا في "لقائها بالسفير البريطاني" منذ إعلان خطوبتهما.
يؤكد طلال -في الصفحة 167 من مذكراته- تلقيه رسالة من بعض الأصدقاء، جاء فيها أن بعض أبناء فلسطين الذين يقيمون في الضفة الغربية قرروا اغتيال الملك عبد الله، بعد أن كشفوا حقيقة موقفه خلال حرب فلسطين، على حد قوله.
كما تحكي المذكرات اجتماعات الملك حسين ووالدته زين الشرف في إسطنبول للتباحث حول إعلان حلف بغداد، وحول لقاءاتهما المتكررة بالمسؤولين الامريكيين والاتراك.