بغداد – لم تصمد الهدنة التي أعلنها جلال الطالباني سوى لساعات قليلة، حيث لم يلتزم مسعود البارزاني ولا نوري المالكي بالإتفاق الذي وقع من قبلهما والذي طرح من قبل رئيس الجمهورية، وذلك للمضي قدما بمشروع التقسيم المخطط له بريطانيا وأمريكيا في العراق، فسارع رئيس الاقليم الى اصدار بيانين يتهم فيهما المالكي بان تصريحات المقربين منه موضع سخرية بالاضافة الى اصدار قرار في اليوم الثاني بتسمية المناطق المتنازع عليها بانها مناطق كردستانية خارج حدود الاقليم. فيما رد المالكي على البارزاني بان اجراءه غير دستوري وان هناك تمادي بخرق الدستور.
ويرى محللون ومراقبون سياسيون عراقيون ان هذه الاجواء والتصريحات المتشنجة تدل على هشاشة الاتفاق الذي حصل وعلى عمق الازمة بين المالكي والبارزاني. اذ أعلن المتحدث باسم رئاسة اقليم كردستان أميد صباح ان "الهدف من زيارة رئيس الاقليم مسعود البارزاني الاخيرة الى كركوك كانت لتهدئة تهديدات اثارة الحرب بين الكرد والعرب والرد عما قيل بأن كركوك ليست مدينة كردستانية".
وقال أن التصريحات التي يدلي بها مسؤولون مقربون من نوري المالكي في ظل أجواء التوترات المفتعلة، بأنها تصريحات غير مسؤولة وغير متوازنة وانها لا تدخل سوى في نطاق الدعاية والتلفيق". واضاف اوميد ان "الطريقة التي يصفون بها اولئك المسؤولون زيارة البارزاني الى كركوك موضع سخرية، لأنهم يعرفون جيداً بأنه يحق له زيارة أي منطقة ومع ذلك فإن زيارته تلك لم تكن الى خارج كردستان". كما قرر البارزاني في اليوم الثاني استخدام عبارة المناطق الكردستانية خارج الإقليم بدلاَ عن المناطق المتنازع عليها، أو المناطق المختلطة .
وقال بيان رسمي أن استخدام هذا الأسم يأتي "حفاظا للطابع الكردستاني السكاني والارث الثقافي المتنوع لهذه المناطق ووفقا لقانون رئاسة اقليم كردستان - العراق رقم (1) لسنة 2005 المعدل". واضاف ان "القرار جاء بعد ان تخلى عدد من المسؤولين الكبار فى الحكومة العراقية وعن قصد عن استخدام عبارة المناطق المتنازع عليها الواردة فى الدستور العراقي للدلالة على المناطق الكردستانية خارج اقليم كردستان واستخدامهم فى الاعمال الرسمية بدلا عنها عبارات ومصطلحات ليست لها اي سند قانوني واقعي، تأريخي وجغرافي، ولا تعبر عن النية والرغبة في تنفيذ المادة 140 الدستورية".
فيما رد المالكي على اتهامات وقرارات البارزاني بالقول ان رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني تجاوز على ارفع وثيقة عراقية وهي الدستور وخالف ابسط مبادئه، في حين أنه يخالف الدستور ليل نهار من دون أن يسمح لاحد أنتقاده.
وقال بيان أصدره المالكي "ضمن مسلسل المخالفات التي ترتكبها ادارة اقليم كردستان للدستور الذي صوت عليه الشعب واقسمت جميع القوى والسلطات على المحافظة عليه وحمايته، اصدر رئيس الاقليم مسعود البارزاني قرارا اعتبر بموجبه جميع المناطق المختلطة التي يسميها الدستور مناطق متنازع عليها تابعة لاقليم كردستان وازاء ذلك نود الفات انتباه الشعب وجميع القوى السياسية الى حقائق منها ان هذا القرار على الرغم من انه يفتقد الى اية قيمة قانونية ولا يمكن ان يترتب عليه اي اثر فانه يشير الى جرأة كبيرة وتجاوز على ارفع وثيقة عراقية وهي الدستور ومخالفة لابسط مبادئه، واننا على يقين ان هذه التجاوزات ما كانت لتحدث لو تحركت السلطات المعنية والقوى السياسية لشجب الانتهاكات الاخرى التي ارتكبت من ادارة الاقليم طيلة السنوات الماضية في وقتها".
وتابع "ندعو جميع السلطات الى ادانة هذا التصرف خصوصا الجهات المعنية مباشرة بحماية الدستور والمحافظة عليه مثل رئاسة الجمهورية ومجلس النواب وجميع الجهات التنفيذية والرقابية كي نضع حدا لهذا المسلسل الخطير".
ولفت إلى "قيام الحكومة بواجبها وابلاغها الجهات المعنية بضرورة الالتزام التام باحكام الدستور خصوصا في تبعية هذه المناطق للحكومة الاتحادية، وان اي تصرف خارج هذا الاطار سيعرضها الى اشد المساءلات القانونية التي تقتضيها المخالفات الدستورية".