دخلت المرأة الحياة الوظيفية في كل انحاء العالم العربي والعالمي واثبتت كفاءة، وقدرة كبيرة، في جميع الاعمال التي توكل لها واصبحت تبذل جهدا مضاعفا في العمل والبيت.
وبعد جهد جهيد اصبحت المرأة في العمل تمثل بنسبة كبيرة، ولها مؤشرات في مجالات العمل المختلفة من مؤشرات التنمية البشرية الى تقييم الاداء والى مختلف التخصصات الوظيفية ولكن ... تبقى النظرة لها كأنثى لم تتغير واصبحت تدفع ثمن انوثتها غاليا.
احببت ان اركز في مقالتي هذه عن العنف الوظيفي، وحرمان المرأة حقها الترشح للمواقع القيادية، وهيمنة الفئة الذكورية على مناصب معظم وزاراتنا، وبمختلف الدرجات القيادية.
لنتفق ان المرأة هي الام، والاخت، والزوجة، واريد التركيز على مصطلح الأم؛ لأن الأم التي ربت الرجل، هي نفس الأم التي ربت المرأة بمعنى الوعاء الذي احتوى الفئتين واحد، فلماذا العنف ضد احد الفئتين؟ واعطاء حقوقا كثيرة للفئة الاخرى! ان التعامل بصيغة المبالغة مع احد الأطراف واستغلال الطرف الاخر حرام شرعا، فلماذا هذا التعامل والتفرقة بين الطرفين العاملين ؟
نلاحظ في معظم وزارتنا العراقية سيطرة الرجل على المواقع القيادية، من الوزير الى وكيل وزير وبعدها الدرجات الوظيفية المختلفة، من مدير عام الى مدير شعبة، فعدد النساء القياديات في وزارتنا المختلفة قليلة جدا مقارنة مع اخيها الرجل.
هذا ما اقصده في موضوعي (العنف الوظيفي ضد المرأة) والذي عندما تتحدث به احدى الزميلات في موقع عملنا يبدأ الموجودين من الموظفين الرجال بالضحك والقول" يا عنف وظيفي يا معودة انتو ما خذين حقكم وزايد "
اذن هل هو نقص في معلومات المرأة الوظيفية، التي تعمل مع نفس الشخص الذي اختير لمنصب ما داخل الوزارة المعنية ؛ علما ان الشخص الذي يرشح للمنصب من قبل المسؤول الاعلى غير مؤهل لقيادة نفسه اصلا فكيف اعطاءه مسؤولية وقيادة مجاميع من الاشخاص وامور مهمة في العمل، المشكلة الحقيقية هي؛ ما يريده المسؤول الاعلى عند اختياره لشخص قيادي فأنه يختار شخصية حسب مواصفاته هو، ليس حسب المعايير الموضوعة للمرشح القيادي، بالتالي اختيار اشخاص بعيدين تماما عن القدرة والكفاءة المطلوبة.
هذه الحقيقة والواقع الملموس في معظم وزاراتنا العزيزة واشاهده بصورة يومية.
النتيجة واضحة بالنسبة لموضوع هدر المرأة العاملة لحقوقها في الترشح للمناصب الوظيفية.
وكذلك موضوع تشبث الصنف الرجالي والتمسك بالمناصب، وعدم فتح المجال امام الاخرين لرؤية طاقتهم، اصبح ديدن الرجال في مجتمعنا العراقي، واصبحت عملية ازالة الرجل عن منصبه، في وظيفة ما عملية صعبة، وكأنه ورث عائلي وﻻيمكن التخلي عنه، من اين حصل الرجل على هذا الحق لا ادري؟
لكن لننظر نظرة مختلفة نسائية بحتة، وهي اذا جاء موعد الانتخابات وخرجت النساء وانتخبت نساء مثلها، بالتاكيد ستاخذ النساء باصواتهن مواقع مهمة في الدولة وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها.
لماذا اذن؛ لا نكون عادليين ومنصفين، واعطاء المرأة حقا في المسؤولية داخل الوزارات العراقية وبمختلف الدرجات القيادية ويكون التوزيع عادل بين الجميع من النساء والرجال، ام نحتاج الى المرجعية كي تتدخل وتسمع الاخوة اصحاب الشأن.
لكن نقول لابد للمرأة العراقية ان تنصف وتاخذ جزءا كبيرا من حقوقها لصبرها الطويل وجهادها المرير فهي البطلة العراقية الشامخة كشموخ النخيل.
مقالات اخرى للكاتب