هل قمنا كعراقيين على مدى عقودٍ وعقودٍ خلت إلى حاضرنا بتدبر لحظات لابد لها أن مرت في ذهن هذا وذاك مِنْ الذي حكم عندما كان يريد أن يخُلد للنوم وفي عنقه مسؤولية رعية أتعبها الظلم والسَقْم؟
هل لِمِنْ في يده زمام الأمور لحظات راحة ليقينه إن في نومه لا توجد نفوس عراقية تأن مِنْ بطش قوى أمنية؟ هل يرى حلماً وردياً إن بلده سيصحى في صباحه على حاكمه العادل بِطّلته البهّية؟
ماذا يدور في تلك الأذهان الظالمة عندما تضع رؤوسها على وسادة النوم الحالمة؟ هل مِنْ المعقول أن ينام وفي نهاره أزهق الأرواح وحوّل الأطفال إلى أيتام؟
نعم لقد مرت سنين عِجاف وكانت بلادي غارقة في أتون صراعات طِوال... ولكن كان العراقي يبدع ويتميز وإذا كان في هذا افتراء وإن تلك الحرب الضروس قتلت الأبداع في النفوس؟ ليشهد العالم اليوم إن مبدعيه العراقيون في المهجر هم مَنْ نهلوا العِلم في بلدهم في سنين عدوان الفرس المجوس وتلك التي فُرِض فيها الحِصار الذي لم تنحنِ له الرؤوس.
أما اليوم فثقافة الموت هي السائدة وقتل النفوس هي الغاية الرائدة... كيف له أن يُبدع في يومه إن كان الموت مطارده في صحوه وفي نومه؟ كُتِب للإبداع في بلادي أن يكون في جمود إلى أن يتم التحرر من القيود!
متى يمكن لنا أن نقولها لِمِن يحكمنا "حكِمت فعدِلت فأمِنت فنمت." كان هنالك من الأولين من عدِل فأمِن فنام ولكن في حاضرنا هنالك مَنْ ظلم وخان فكيف له أن ينام؟ متى يحين وقت لحظات نومٍ هنية على تلك الوسادة الرئاسية؟ إنها أمورٌ منسية...
مقالات اخرى للكاتب